إن نهاية القرن 18م وبداية القرن التاسع عشر كان تاريخا مفصليا لدى العرب لما يمثله من أهمية، حيث جسد بداية الغزو
الأوروبي للوطن العربي، وميلاد الاتجاهات والحركات الدينية والسياسية والاجتماعية كجزء من نهضة عربية فكرية شاملة،
ويمكن أن نذكر أهم عوامل النهضة العربية
الأهمية الاستراتيجية للوطن العربي لا يجب أن تخرج عن الإطار الزماني الذي يمتد بين 1830 ـ 1920، لأن مدلول الاستراتيجية حسب الزمان والمكان ، فما كان بالأمس استراتيجيا بات اليوم غير ذلك والعكس صحيح، ومثال ذلك منطقة الخليج العربي التي ازدادت أهميتها بعد اكتشاف النفط، أما من حيث الجغرافية التاريخية فالخريطة الجيوسياسية لتلك الفترة ليست هي اليوم، وتظهر الأهمية الاستراتيجية البالغة للموقع الجغرافي المميز للوطن العربي، فكان من بين الأسباب الكامنة خلف الأطماع الاستعمارية الرامية للسيطرة عليه، فهو يشكل جسرا أرضيا متصلا يربط قارات العالم القديم، أسيا وإفريقيا وأروبا بعضها ببعض برا وبحرا، ويوفر هذا الموقع إمكانية الإشراف والتحكم في مسطحات مائية ومضايق بحرية عديدة، و كذا التحكم في قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، إذ اختصرت المسافة في الوصول إلى جنوب شرق أسيا والشرق الأقصى، والتي تعد بحق شريان الملاحة الرئيس في العالم، الذي يربط بين الشرق والغرب، وهذا الشريان يقع في البلاد المصرية، ويرفع من شأن الوطن العربي برمته ومصر بوجه خاص.
يعد الاستشراق ظاهرة علمية تكونت بفضل تراكم وترسب الخبرات الغربية حول الشرق عير القرون، فهو لم يكن وليد زمن معين، بل هو يتطور حسب التغيرات الطارئة.
مقياس المشرق العربي والدولة العثمانية (1840-1918) هو مقياس يشرح ويناقش الوضع العام في الدولة العثمانية خلال الفترة المعنية بالدراسة، ويركز بالخصوص على طبيعة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الأقطار التابعة للحكم العثماني بالمشرق العربي، هذه الأوضاع التي كانت تعرف حالة من الانهيار والتقهقر، خاصة أمام توسع نفوذ الحكام المحليين واستبداد الجيش الانكشاري. مما أدى إلى فشل سياسة الاصلاح التي انتهجها الباب العالي.
د.بكري العيد
1- جذور الحركة الصهيونية
2- مؤتمرات الحركة الصهيونية
تسمح هذه المادة للطالب بالتعرف على الأهمية الاستراتيجية للوطن العربي، وتمكينه من رصد مقوماته الطبيعية والبشرية والاقتصادية، ومعرفة دوره الكبير في التأثير والتفاعل الحضاري بين دوله ودول العالم، وزرع ثقافة التعاون والحوار.
من الأمور التي أصبحت معروفة وأضحت تقليدا علميا وقيمة أخلاقية يتحلى بها الباحث والعالم هي الحصول على المادة الأولية التي تمكنه من تحسين معارفه وتساهم في تطوير العلوم وتدفع إلى اكتشاف الجديد وابتكار ما يفيد الإنسانية في مختلف مناحي الحياة وتفتح آفاقا جديدة. ولكل علم مواده التي ينطلق منها، ولعلم التاريخ مواده الأولية التي تعين الباحث على تركيب الحادثة التاريخية وصياغتها من جديد كما وقعت أو قريبا منها. والمواد الأولية في علم التاريخ هي المصادر أو الأصول.
ودائما نسمع كلمات متداولة في مجال التاريخ مثل المصادر، الأصول، الوثائق، الأرشيف، المخطوطات، المراجع، فما معنى كل هذه المصطلحات؟
سنحاول من خلال هذه المحاضرات تحديد مفاهيم المصطلحات السابق ذكرها.
تعد مرحلة جمع المصادر مرحلة مهمة في مسيرة انجاز أي عمل بحثي في التاريخ، فالمؤرخ لا يخترع الحوادث، أو يقصها من ذهنه وخياله كما يفعل الروائي، وعليه أن يعود إلى ما خلفه الأولون من آثار ووثائق وكتابات، وغير ذلك...[1]
[1] - ليلى الصباغ: دراسة في منهجية البحث التاريخي، ط 13، منشورات جامعة دمشق، سوريا، 2007/2008، ص 51.