مناهج النقد أدب حديث و معاصر اولى ماستر/ لحسن عزوز

مناهج النقد أدب حديث و معاصر اولى ماستر/ لحسن عزوز

“النقد الأدبي /خير تعريف للأدب أنه التعبير عن الحياة أو بعضها بعبارة جميلة. ونقد، وهي كلمة تستعمل عادة بمعنى العيب، ومنه حديث أبي الدرداء” إن نقدت الناس نقدوك، وإن تركتهم تركوك “(1)

فالنقد الأدبي بهذا المعنى توكل له مهمة نقد الأدب؛ إذ إنه يوظف مناهج عدة ومتنوعة: كل منهج يهتم بدراسة الأثر الأدبي من وجهة نظره، إذ هناك من يقول بأن الوسيلة الفعالة، لدراسة الأدب(الشعر، النثر) واكتشاف كنهه، والغوص في معالمه الباطنية الخفية، هي النظر إليه على أنه نتاج مرجعي تاريخي. وهناك من يرى أن الظاهرة الأدبية من نتاج اجتماعي ذي مؤثرات خارجية، وهناك من يخالف الفكرتين معا باقتراح وجهة نظر تنظر إلى الأثر الأدبي من زاوية نفسية من حيث مراعاة نفسية المؤلف والمؤثرات ثم الدوافع النفسية، التي جعلت الإبداع الأدبي يخرج إلى الوجود، ثم هناك منهج موضوعاتي يهتم بموضوعات النص، وفي مقابل كل هذه الزوايا نجد المنهج الذي يقول بفكرة موت المؤلف.

ثم الاهتمام بالبنية النصية يغض النظر عن السياقات الخارجية، سواء السياقات الاجتماعية والنفسية اللتين تسهمان في الإبداع الأدبي. وإذا بحثنا عن بدايات هذه المناهج نستشف أنها كانت ثمرة لجهود وأبحاث في العلوم الإنسانية، فلما تطورت هذه العلوم خلال القرن العشرين، ناجم عن التطور ظهور مناهج نقدية اختلفت باختلاف نظرتها للأثر الأدبي. وتمكن الإشارة في هذا السياق أن أغلب العلوم الإنسانية تأثرت تأثرا كبيرا بعلم اللغة الحديث، فاللسانيات أصبحت الأنموذج في العلوم الإنسانية خلال القرن العشرين، إذ حققت نتائج علمية دقيقة في مجال دراسة الظاهرة اللغوية.

فإذا كان المنهج المنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي(علم الاجتماع) والمنهج النفسي(علم النفس) والمنهج الموضوعاتي -فأغلب المناهج الأدبية كانت وليدة للعلوم الإنسانية- فإن المنهج البنيوي انبثق من المدرسة البنيوية. بحيث إن دي سوسور رائد البنيوية نظر إلى اللغة من زاوية أنها موضوع اللسانيات الحديثة، واهتم بالظاهرة اللغوية دون غيرها، بمعنى دراستها لذاتها وفي ذاتها، فإن الأمر يمكن قوله على المنهج البنيوي.
بعد أن بسطنا أرضية حديثنا يمكننا طرح التساؤلات الآتية: ما النقد الأدبي؟ وما علاقته بالتاريخ الأدبي؟ ما المنهج البنيوي وما أعلامه؟

  • 2- مفهوم النقد الأدبي:

كنت قد أشرت في البداية(التمهيد) أن النقد الأدبي هو العلم الذي يهتم بنقد الظاهرة الأدبية، والحكم عليها بالحسن أو القبح. ما نستشف منه أن النقد يرتبط بالأدب ارتباطا وجوديا، إذ إنه يبدأ مباشرة بعد إنتاج النص الإبداعي، ومنه، فإن النقد ضروري حتى يكون الأدب أدبا جيدا. كما أن النقد الأدبي “يسلك طريقا وسطا لا تفضيل فيها لقديم على محدث أو العكس، وإنما هنالك كما يقول العقل الاعتزالي: محض الحسن والقبح، وذلك هو أساس النقد الأدبي .(2) بحيث إن هذا الأخير يستقي مناهجه من علوم معرفية مختلفة” حتى أن بعض النقاد المعاصرين يرى النقد علما من العلوم الإنسانية له صلة وثيقة بالعلوم الإنسانية الأخرى، التي تدرس الإنسان بوصفه إنسانا. كالفلسفة بفروعها المختلفة، والتاريخ، وعلوم اللغة والاجتماع والنفس… وهذه العلوم كما يراها الناقد قسيمة للعلوم التجريبية، التي تدرس الإنسان نفسه من جانب فيزيولوجي أو بيولوجي (3). تبعا لذلك، فإن النقد الأدبي يعتمد معارف خارجية، ثم تطور إلى أن أضحى كيانا ضاربا بجذوره في الفلسفة ونظرتها للإنسان. فالنقد الأدبي تطور وفقا لاتخاذه أساليب ومناهج جديدة، إنه ضرب من المعرفة عن السلوك الإنساني. فإذا كان النقد الأدبي علما إنسانيا يهتم بدراسة الظاهرة الأدبية التي أنتجها فكر إنساني، فإننا نتساءل الآن عن علاقته بالتاريخ الأدبي؟

  • 3- النقد الأدبي والتاريخ الأدبي أية علاقة؟

من خلال تفحصنا للمفهومين معا يبدو أن النقد الأدبي يختلف عن التاريخ الأدبي. لأن لفظة تاريخ قد تعني العلم الذي يدرس تاريخ الأدب. وإذا كان التاريخ الأدبي يؤرخ للأب، فما نوع الأدب الذي يؤرخ إليه هذا العلم؟

3-1: التاريخ الأدبي في الفكر العربي.

لقد تناولت المؤلفات النقدية العربية مفهوم “تاريخ الأدب” من زاويتين رئيسيتين: من زاوية عامة وزاوية خاصة.
وفي هذا السياق يقول حسين الواد: ” كان موقف المؤلفين العرب من تعريف تاريخ الأدب على شبه كبير بموقفهم من تعريف الأدب نفسه، فقد عرفوه مرات عديدة في مواطن كثيرة من أعمالهم وقدموا له تعريفين أحدهما عام والآخر خاص. وقد تجاورا التعريفان العام والخاص في مؤلفي زيدان والزيات مثلما تجاور من قبل بالنسبة إلى الأدب (4).

3-2: التاريخ الأدبي في الفكر الغربي.

سنكتفي لبحث العلاقة بي ن النقد الأدبي والتاريخ الأدبي في الفكر الغربي بتعريف : ونجد هذا التمييز أيضا عند دانييل مادلينا (Daniel Madelenat) في قوله: بينما يقترح النقد نفسه لتفسير مؤلفات الأمس واليوم ومألفيها ولتمييزهم، يتخصص التاريخ الأدبي، بصفته جنسا فرعيا، في استقصاء آثار الماضي. فهو يذكر بالظواهر التي تشكل الحياة الأدبية المتمثلة في الكتاب، ويحفظها ويصنفها، غنه يفسرها ويحاول ما في وسعه أن يوضحها، بل أن يعيد إحياء فضاء لقراءة معينة، أو أن يلتمس بتكديسه للمعطيات القواعد أو القوانين التي تتحكم في بنيتها وصيرورتها (5).
نستخلص من النص أعلاهن أن النقد الأدبي يدرس الأدب: قديمه وحديثه، في المقابل يهتم التاريخ الأدبي-باعتباره جنسا فرعيا من النقد الأدبي- بدراسة الظاهرة الأدبية القديمة، ثم إنه ينصب على مهمة محاولة إحيائها وبعثها. وكذا تتبع صيرورة بنائها والعوامل والقوانين المتحكمة في ذلك.


دروس في الأسلوبية وتحليل الخطاب/د.عمّار لعويجي،دراسات (أدبية،نقدية،لغوية)

دروس في الأسلوبية وتحليل الخطاب/د.عمّار لعويجي،دراسات (أدبية،نقدية،لغوية)

عنوان الليسانس:لسانيات تطبيقية

المادة: الأسلوبية وتحليل الخطاب     السداسي:الثالث     المعامل:2               الرصيد:3

·       أهداف التّعلم:

    الهدف من تدريس هذا المقياس بيداغوجيا لطالب السنة الثانية ليسانس دراسات أدبية ولغوية في السداسي الثالث ؛تمكينا له – بعد استيعاب محتوياته - من توظيف نظريات الأسلوبية في تحليل نصوص وخطابات لغوية وفق آليات المنهج الأسلوبي. 

·       المعارف المسبقة المطلوبة: 

     ضرورة اكتساب الطالب لخلفية معرفية لسانية ومبادئ أولية ونظريات متداولة في هذا الحقل ،لأن المقاييس لها صلة وطيدة ببعضها، أفقيا وعموديا.

·       محتوى المادة:"إجبارية تحديد محتواها بالتفصيل، مع الإشارة إلى العمل الشخصي للطالب

·       مفردات المحاضرة:

أولا:الأسلوبية:

01            مفهوم الأسلوبية ومجالها

02            الأسلوبية التعبيرية.

03            الأسلوبية البنيوية.

04            الأسلوبية الإحصائية.

05            الأسلوبية النفسية.

06            الأسلوبية التوزيعية.

07            الظواهر الأسلوبية ( الانزياح والمفارقة)

08            مستويات التحليل الأسلوبي

 

ثانيا:تحليل الخطاب

09            ضبط مفهومي النّص والخطاب.

10            أصناف الخطاب : الخطاب اللّغوي وغير اللّغوي.

11            مقاربات تحليل الخطاب 1

12            مقاربات تحليل الخطاب 2

13            مقاربات تحليل الخطاب3

14            الأسلوبية وتحليل الخطاب.

طريقة التقييم: يجري تقييم المحاضرات عن طريق امتحان في نهاية السداسي ، بينما يكون تقييم الأعمال الموجهة متواصلا طوال السداسي.

 المراجع:  ( كتب ،مطبوعات ، مواقع النت ،...).

 يمكن التنويه في هذا الصدد إلى  أبرز المصادر والمراجع المعتمدة في تحضير دروس الأسلوبية وتحليل الخطاب،نذكر منها:

ü    - الأسلوبية والأسلوب ،عبد السلام المسدي.

ü    - الأسلوبية وتحليل الخطاب، نور الدين السد.

ü    - تحاليل أسلوبية، محمد الهادي الطرابلسي.

ü    - الأسلوبية الرؤية والتطبيق، يوسف أبو العدوس.

ü    - تحليل الخطاب الشعري،محمد مفتاح.

ü    - الخطاب، سارة ميلز.

ü    - استراتيجيات الخطاب، عبد الهادي بن ظافر الشهري.

ü    - الأسلوب والأسلوبية، (بيار جيرو) ترجمة: منذر عياشي.

ü    - الأسلوبية، (جورج مولينيه) ترجمة:بسام بركة

ü    - المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب،( دومينيك مانغونو)ترجمة:محمد يحياتن.