السداسي الثاني

      يتحدث هذا المقياس عموما عن بداية اليقضة العربية مع نهاية القرن التاسع عشر، في ظل ضعف الدولة العثمانية في المنطقة العربية لصالح القوى الاوروبية الاستعمارية. و سيكتشف الطالب من خلال هذا المقياس محاولة  العرب تجسيد فكرة الوحدة العربية على ارض الميدان من خلال مشاريع وحدوية، خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، لكن هذه المحاولات العربية ستصطدم بالاستعمار الأوروبي للوطن العربي مشرقا ومغربا، حيث عملت الدول الاوروبية المستعمرة على اجهاض اي مشروع عربي بدعو الى الوحدة بمختلف الطرق والوسائل، ولعل أهم حاجز وضعه الغرب للحيلولة دون تحقيق الوحدة العربية الى اليوم، هو زرع الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين العربية.  

      مضمون هذه المادة يتمحور حول استعمال المصادر الغربية المختلفة في كتابة التاريخ العربي والوقوف على نظرتها ومحاولة تفنيد بعض الطروحات المناقضة لواقع العالم العربي المعاصر وتاريخه

 يتضمن هذا المقياس مجموعة من المحاضرات حول مساعي و جهود الدول العربية لتحقيق الوحدة بينها بعد  نيلها استقلالها ،وسنقف من خلال هذه الجهود على مختلف التجارب الوحدوية العربية خاصة في المشرق العربي و نتعرف على دوافع و منطلقات التأسيس و ما الذي تحقق منها و لماذا الفشل؟

شهد المشرق العربي خلال الفترة التاريخية الممتدة مابين 1920-1945 بداية المرحلة الفعلية لتجسيد الاتفاقيات والوعود السرية (المراسلات السرية بين الشريف حسين والسير ماكماهون 1915- 1916، اتفاقية سايكس بيكو1916، وعد بيلفور 1917) والتي تم المصادقة عليها في مؤتمر سان ريمون 1920 وبتغطية من عصبة الأمم المتحدة، التي أقرت نظام الانتداب على الأقاليم التي انتزعت من ألمانيا والدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1919)،