عنوان المحاضرة:مفاهيم عامة(نظرية،حلقة،مدرسة)

1-      مفهوم النظرية:
    مفهوم النظرية من المفاهيم المتداولة في الخطاب اليومي، ولعل عبارات ما رأيك؟ وما هي وجهة نظرك؟ ما قولك؟ من العبارات الكثيرة التداول ،فالنظرية هي:اعطاء حكم أو التعبير عن وجهة نظر(ما)، مما يعني أنها تفكير في قضية (ما)، هذا التصور الاجتماعي لمفهوم النظرية يجعل النظر في مقابل الفعل والعمل، وهو ما يضفي على النظرية بعدًا قدحيا وسلبيا في الوقت ذاته، فالإنسان النظري هو الإنسان المتأمل والخيالي، الحاكم الذي يقول مالا يفعل، و يقوم مالا يستطيع فعله " اسمع ولا أدري طحينا" . هذا التصور التحقيري للنظرية يحمل دلالتين أساسيتين : العمل أو الفعل أهم من النظر وأكثر قيمة منه ، النظر يصبح إيجابيا إذا ارتبط بالعمل .
     لذا يمكن التأكيد على أن مفهوم النظرية هو مفهوم متعدد الدلالات (polysémique )فهو لا يكتسي تحديدا نمطيا أو متجانسا بل يكتسي دلالات مختلفة وفق سياقات ثقافية مختلفة .
فداخل البنية الثقافية الإسلامية يصبح النظر أداة للعمل ووسيلة للفعل، وإلا أصبح فاقدا لقيمته " فالمقت أن يقول الإنسان مالا يفعل " وهم ما يعكس طبيعة الثقافة الإسلامية التي تجعل العمل أساس الاستحقاقات والجزاء : قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " الآيـة .
    أما داخل الفلسفة اليونانية فالمفهوم يكتسي دلالة وتمثلا خاصين، ارتباطا بطبيعة هذه الثقافة الميالة إلى التجريد والتأمل واحتقار العمل اليدوي، حيث يصبح النظر أكثر قيمة وأعلى شأنا من العمل ، لأن هذا الأخير من اختصاص العبيد، وهو عقوبة كل من لا يفكر. فالعبد آلة تنفذ أحكام المتأملين ، ولعل اشتقاق كلمة (Travail )العمل مشتقة من الاسم اليوناني( Tripolis الأداة التي تقيد العبيد الفارين من العمل، نستحضر أن هذا السياق أسطورة سيزيف، فهو عندهم الإلهة والفلاسفة معفون من العمل ليتفرغوا لممارسة مهام التفكير، ما دام العمل من اختصاص من لا يفكر .
-
أ. الدلالة الفلسفية للمفهوم :
*
تعريف ابن منظور: النظرية هي ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدي إلى استعلام ما ليس بمعلوم، وقيل النظر طلب علم عن علم
*
تعريف (لالاند) : هي إنشاء تأملي للفكر يربط نتائج بمبادئ، وقد حدد عدة تقابلات للنظرية يمكن حصرها فيما يلي : أن النظرية تقابل الممارسة والتطبيق، تقابل المعرفة العامية- تقابل المعرفة اليقينية والنهائية لأن النظرية هي بناء فرضي استنباطي يعكس رؤية العالم حول قضية متنازع حولها، كما أنها تقابل المعرفة الجزئية على اعتبار أن النظرية تركيب كلي يسعى إلى تفسير عدد من الظواهر، ويسلم بها كفريضة تحتمل التصديق أو التكذيب من طرف علماء العصر مثلا: نظرية النسبية عند انشتاين أو نظرية كوانتوم الطاقة / ماكس بلانك .
   إذا كانت النظرية كإنشاء تأملي للفكر يربط نتائج بمبادئ مع اعتبار التقابلات بين النظرية وأشكال الفكر الأخرى، يمكن استخلاص الإشكالات الفلسفية المرتبطة بهذا بموضوع النظرية من خلال الأسئلة الآتية : هل النظرية تنفصل عن التجربة؟ هل النظرية وصف للواقع أو تفسير له، وما هي علاقة النظرية بالواقع ؟

 

 

 

2-      مفهوم الحلقة : (ح ل ق ): الحَلْقةُ بالتسكين الدروع وكذا حلقة الباب وحلقة القوم والجمع الحَلَقُ بفتحتين على غير قياس وقال الأصمعي الجمع حِلَقٌ كبدرة وبدر وقصعة وقصع وحكى يونس عن أبي عمرو بن العلاء حَلَقةٌ في الواحد بفتحتين والجمع حَلَقٌ و حَلَقاتٌ قال ثعلب كلهم يجيزه على ضعفه قال أبو عمرو الشيباني ليس في الكلام حلقة بالتحريك إلا في قولهم هؤلاء قوم حَلَقَةٌ للذين يحلقون الشعر جمع حَالِق و الحَلْقُ الحلقوم والجمع الحُلُوقُ و تحلِيقُ الطائر ارتفاعه في طيرانه ،ويقال حَلَقَ معزه ولا يقال جزه إلا في الضأن وعنز مَحْلوقةٌ وشعر حَلِيقٌ ولحية حليق ولا يقال حليقة و تَحَلَّقَ القوم جلسوا حلقة حلقة و الحَوْلَقَةُ قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم المعجممختار الصحاح وحُروف الحلْق : حروفُ الهجاء التي تخرج منه عند النطق ، وهي : الهمزة ، والهاء ، والعين والحاء ، والغيْن ، والخاء.

*الحَلْقَةُ :كلُّ شيء استدار، كَحَلْقَةِ الباب والذَّهب والفضّ، ويقال : حَلْقَة القوم: دائرتُهم، وتَلَقَّى العلْمَ في حَلْقَةِ فلان: في مجلس عِلْمه  وحَلْقَةُ الماشية : سِمَةٌ مدَوَّرة على هيئة الحلقة . وحلقة الباب : ما يُعَلَّق عليه ليقرع بها . ووفَّيْتُ حَلْقَةَ الحَوْضِ : بَلَغْتُ به حَدَّ الامتلاء أو دونه . المعجمالمعجم الوسيط

أ-حَلْقَةُ العَالِمِ : مَجْلِسُ عِلْمِهِ

ب-حَلْقة بحث / حَلَقة بحث : مجموعة صغيرة من الطَّلبة الخريجين من جامعة أو مدرسة مُنخرطة في البحث العلميّ أو الدراسة المكثَّفة تحت إشراف أستاذ معيَّن ،

ج-حَلْقَة دراسيّة / حَلَقَة دراسيّة :مجموعة صغيرة من طلاب الجامعة المتخصِّصين منصرفة إلى دراسة موضوع من الموضوعات

3- مفهوم المدرسة :

أ‌-        المدرسة في اللغة:

       من درس،يدرس،درس الشيء بمعنى طحنه وجزءه،درس الحب طحنه،درس الدرس جزءه وسهل ويسر تعلمه على أجزاء،فيقال درس الكتاب،يدرسه دراسة،بمعنى قراءة واقبل عليه، ليحفظه ويفهمه[1][1]).قال الله تعالى:مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ[2][2]}.

والمدرسة مكان الدرس والتعليم ويقال:هو من مدرسة فلان:على رأيه ومذهبه[3][3]).

ب‌-    في الاصطلاح :المدرسة هي المؤسسة العامة التي أنشأها المجتمع لتتولى تربية النشء الجديد على المعارف والحقائق،والقيم الاجتماعية والدينية،وطرق العمل والتفكير،يقول بسمارك في شأن أهمية المدرسة باعتبارها مؤسسة اجتماعية،إن الذي يدير مدرسة،يدير مستقبل البلاد،ويقول جون ديوي:إن بإمكان المدرسة أن تغير نظام المجتمع إلى حد معين، وهذا عمل تعجز عنه سائر المؤسسات الاجتماعية الأخرى[4][4]).والمَدْرَسَةُ جماعةٌ من الفلاسفة أَو المفكرين أَو الباحثين،تَعْتنق مذهبًا مُعيَّنًا،أو تقول برأُي مشترك ويقال : هو من مدرسة فلانٍ : على رأيه ومَذْهَبِه . والجمع : مَدَارِسُ .مذهب واتِّجاه ، جماعَة من المفكّرين أو العلماء وغيرهم ذات اتِّجاه واحدٍ ، وتقول برأيٍ مشترك  :مدرسةُ البصرة / الكوفة / الدِّيوان ، - هو من مدرسة فلان : من تلاميذه وأتباعه، مثل:

 

1.      مدرسة الإحياء والبعث: مدرسة أدبيّة عربيّة ساعدت على نهضة الأدب ، رائدها البارودي .

2.      مدرسة فكريّة: مجموعة من الفلاسفة والفنّانين والكُّتاب الذين تعكس أفكارهم وأعمالهم وأساليبهم أصلاً مشتركًا أو تأثيرًا أو اعتقادًا .

المدرسة اللسانية أو اللغوية هي مجموعة من المفاهيم تتبناها طائفة من اللغويين، بحيث تجمعهم وجهة نظر واحدة للغة، ومنهج واحد في معالجة الظواهر اللغوية ، مهما اختلفت أوطانهم وجنسياتهم. فالمدرسة نظرية أو إطار فكري عام معين يٌتخذ لمعالجة البحث اللغويّ. فلا تعد المدرسة مدرسة إلا إذا حددت رؤى  و أهدافا ثابتة ، واتخذت  لنفسها أصولا وأسسا مخصوصة ، ورسمت منهجا واضحا تسير عليه في معالجة المسائل والقضايا.



[1][1](مجمع اللغة العربية – المعجم الوسيط ، ج1، ص281)         

[2][2][سورة آل عمران،الآية79

[3][3](مجمع اللغة العربية – المعجم الوسيط ، ج1، ص282)         

[4][4] إبراهيم ناصر، مقدمة في التربية، ص152