ان الحركة العمالية والنقابية هي حركة اجتماعية واسعة النطاق، ولم تكن وليدة الصدفة، وانما من الناحية
السوسيو تاريخية هي نتاج لخصائص المجتمع وتحولات التنظيم الاقتصادي والاجتماعي وتغير في السياسات
والمراسيم والقوانين وغيرها...
كما أن للظروف الاجتماعية والمهنية القاسية التي كان عليها العمال في اروبا، وذلك منذ أواخر القرن
الثامن عشر الى اوائل القرن التاسع عشر وهي مرحلة نشأة المصنع، من انخفاض في الأجر وقلة الأمن،
واستغلال الانسان بتشغيل النساء والأطفال وبزيادة ساعات العمل...الخ، كلها تمثل دوافع لانتفاضة عمالية،
ولتشكل تنظيمات عمالية تؤكد على الوعي الطبقي، وبنمو حجم العمالة وبتطور الحركات النقابية والمطلبية في
عديد من دول العالم، زاد اهتمام الباحثين الاجتماعيين بدراسة هذا الحقل، من هنا نقول انه لمعرفة تاريح
سوسيولوجيا الحركات العمالية، مبائها واهدافها في العالم الغربي، علينا أن نطرح التساؤلات التالية: لماذا ظهرت
الحركة العمالية في اروبا؟ ولماذا ظهرت في مرحلة تاريخية محددة؟ وماهي الظروف الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية التي ساهمت في نشأة النقابات؟ وماهي أهدافها؟ كل ذلك نتناوله في مضمون المحور الأول من هذه
المطبوعة، وبدايته تكون بتحديد لبعض المفاهيم الخاصة بالحركة العمالية