الأديب إنسان في مجتمع ويكتب ضمن زمان ومكان معينين، وهو يتأثّر بكل هذه العوامل. والعلاقة بين الأدب والواقع علاقة وثيقة. ففي الشعر العربي مثلا نجد فنون الشعر نفسها نشأت من خلال حياة الجماعات وطقوسها الدينية، فالمدح أصله تراتيل للآلهة لتنصرهم على أعدائهم، ثم تطورت لتكون مديحا للأبطال المحاربين ضد الأعداء. والرثاء ثناء على هؤلاء الأبطال، وكان في أصله توسّلات بالآلهة لتستقر روح الميت وتسكن قبرها... والهجاء في أصله أدعية للآلهة لتصب غضبها على الأعداء...الخ

والنقد الحديث بتاريخه الأبعد هو ابن القرن التاسع عشر، ثم تطور لاحقا ليصبح بمعناه الحديث الحقيقي ابن القرن العشرين صعودا إلى عصرنا الحاضر. والمنهاج السياقية الكبرى ثلاثة: هي: المنهج التاريخي، والمنهج النفسي، والمنهج الاجتماعي.