يعود انبثاق المناهج النقدية الحديثة والمعاصرة إلى كمٍ من التراكمات الثقافية والتيارات الفكرية المختلفة، والتي سينافي إثرائها تقاطع العديد من المعارف والآداب العالمية لشعوب وحضارات مختلفة، ولقد كان لكل منهج من المناهج الفضل في التمهيد للمنهج الذي يليه. والعمل الأدبي وهو موضوع النقد عامةً، ونجد اهتماماً بالخطاب الروائي خاصةً مع تبلورِ علمِ النقدِ عامةً، أمّا المنْهجُ فيتبنى طريقة في التحليل، وليس ثمة منهجٌ دون أدوات إجرائيةٍ يعملُ عليها، والعلاقة بين التحليل والمنهج لا تسمح بعزْل أحدهما عن الآخر، فهي علاقة تداخلٍ تتظافرُ كلّها من أجل تحصيل الخطاب الأدبي وغاياته وأهدافه. لقد تبلورت المناهج النقدية واتخذت مسارين في توجُهها، حيث قسمها الباحثون-من خلال تعاملها مع العمل الأدبي- إلى قسمين: أولهما: النقد السياقي: وهو الذي يستعمل نظريات المعرفة الإنسانية لمحاورة النصوص، حيث ينطلق من النص إلى خارجه، ونجد فيه مناهج عدة: (المنهج التاريخي، الاجتماعي، النفسي، الأخلاقي...الخ). فهو إذن ينطلق من النص إلى خارجه، ويعطي للسياق أولوية للنص، وتجعل هذا الأخير تابعاً له، ثانيهما، فهو: النقد النصي أو النسقي : فهو نشاط يحكم إغلاق الباب في وجه السياق أي يقتحمُ ويلجُ النّص من داخله ويجعله بنية مكتفية بذاتها، وكذا مدى تأثير النص على القارئ، ونجد فيه مناهج منها: (البنيوية ، التفكيكية، جمالية المتلقي) ...........