خلال مسارنا الدراسي  سنتعرض للحديث عن بدايات السرد العربي القديم من حيث نشأته وتطوره، ونذكر أبرز العصور الأدبيةـ التي مر بها مسار السردية العربية، ثم نركز على أهم الميزات والسمات الجمالية في النصوص السردية العربية، ونذكر أهم النصوص المؤسسة للسرد العربي، ومن أبرزها السيرة النبوية،التي نأثرت بها السير العربية، ولقد شكلت السيرة النبوية مرجعية هامة في أدب السير، الذي تطور إلى أنواع(السير الذاتية ، الغيرية...)وبالإضافة إلى تدوين الأخبار في تراثنا العربي خضع لعوامل ومؤثرات، واستند الأدباء والعلماء إلى  مناهج خاصة في كتبهم.

    وتجدر الإشارة إلى أن هناك تأثر بين الثقافة العربية والثقافات الأجنبية كالفارسية والهندية..الخ ومن خلال تلك المثاقفة برز في تراثنا العربي ماعرف بالقصص على لسان الحيوان عند ابن المقفع.

      ولقد تطور السرد العربي القديم إلى اتجاهات سردية متنوعة ومختلفة منها السرد الاجتماعي الذي يتناول واقع المجتمع العربي في أشكال سردية كالمقامة مثلا، وظهر السرد الفلسفي في نثر التوحيدي وفي القصص العربية ذات الطابع الفلسفي كقصة حي بن يقضان لابن طفيل، وكذلك ظهر العجائبي، الذي يميل للخوارق في سرد الأحداث والوقائع عند أبي العلاء المعري على سبيل المثال، وبرز السرد الصوفي عند النقري كلون خاص مميز احتكم إلى لغة رمزية ووقائع سردية مثيرة

كما تميز السرد العربي القديم بالسرد الرحلي عند ابن بطوطة وغيره من الرحالة، وعثرنا على وجود معالم القصة الشعرية عند الشعراء العرب ومن أبرزهم الشعراء الصعالبك(عروة بن الورد-الشنفرة

وفي الأخير نصل إلى القول بأن السرد العربي القديم زخر بسمات فنية جعلت من النصوص السردية العربية القديمة من روائع الأدب العالمي وأثرت في آداب الشعوب الإسلامية كالفارسية والتركية ... وامتد سحرها إلى الآداب العالمية الحديثة، فلقد أثر السرد العربي في الآداب الغربية الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية، وسنحاول التعرض لأهم نقاط التوافق والتلاقح بين بعض النصوص السردية العربية  القديمة والنصوص الإسلامية والغربية والعالمية.