محاضرات سوق العمل                      السنة الثانية ماستر               تخصص :علم  الاجتماع التنظيم والعمل الأستاذ: د/ ر-توفيق

المحاضرة الأولى

مقدمة :

إن تطور الظروف الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية ساهم بشكل كبير في تطور الفكر الاقتصادي الأمر الذي أدى إلى الاهتمام والبحث عن آليات حديثة لسوق  العمل وبالتالي ظهور نظريات مفسرة لذلك إلا إن هده النظريات لم تلم بجانب سوق العمل كلها وبالتاي تناولت جزء محدود منها و السبب يرجع إلى الدينامكية السريعة التي يتميز بها سوق العمل بالإضافة إلى التغيرات العشوائية التي تحدث فيه باستمرار بسبب تغيير النشاط الاقتصادي

مدخل مفاهيمي لسوق العمل

اولا : تعريف العمل

لغة : يعرف العمل لغة بأنه المهنة و الفعل و الصفة و يقال اعمل فلان دهنه بمعنى دبره  بذهنه و بفهمه , و العامل هو الذي يتولى أمور الرجل في ماله وملكه وعمله .

أما اصطلاحا: يعرف العمل بأنه " نشاط عضلي وفكري يبدله الإنسان بطريقة واعية وهادفة لتحقيق أهداف عاجلة أو أجلة تكون ذات محتوى فردي أو اجتماعي" .

 فالعمل لا يقتصر على الأيدي العاملة في المصانع و المزارع فقط وإنما يشمل جميع المجهودات البشرية , الفكرية , الجسدية  التي تستخدم في إنتاج السلع  والخدمات ,فالمجودات التي يبدلها عمال الزراعة والصناعة تصنف ضمنه مجهودات الأطباء و أساتذة الجامعة ,  و المهندسين , والمحاميين و الصيادلة و العلماء وطلبة العلم .

ثانيا - مفهوم سوق العمل

1* يعرف سوق العمل بأنه العلاقة بين المشتريين و البائعين لخدمات العمل والبائع في هذه الخالة هو العامل الذي يرغب في الحصول على خدمات العمل ,أي أن مكونات سوق العمل هي البائع و المشتري ويمكن التمييز بين الأنواع المختلفة لأسواق العمل , لان خدمة العمل غير متجانسة , فهناك العمالة الماهرة وغير الماهرة , وان خدمة الميكانيكي تختلف عن خدمة الطبيب , وتختلف من تخصص لأخر و بالتالي هناك سوق لكل خدمة من خدمات العمل كسوق العمل في القطاع الزراعي وسوق العمل في القطاع السياحي .

كما يمكن تعريف سوق العمل بأنه " الإلية التي تتحدد من خلالها مستويات الأجور والتوظيف "  أي تفاعل قوي للطلب و العرض على خدمات العمل.

ثالثا- مميزات سوق العمل :

      يتميز سوق العمل بعدة مميزات والتي يمكن ذكرها فيما يلي:

*غياب المنافسة الكاملة

أي عدم وجود اجر واخذ للسوق مقابل الأعمال المتشابهة ومن أسباب غياب المنافسة هو نقص المعلومات عن فرص التوظيف ذات الأجور العالية بالنسبة للعمال ,كذلك هنالك بعض العمال ليست لديهم رغبة في الانتقال الجغرافي أوالمهني حيث الأجور العالية .

*سهولة التمييز بين خدمات العمل :

حتى ولو كانت تتشابه سواء لأسباب عنصرية كالجنس و اللون و الدين أو لأسباب اختلاف السن أو الثقافة.

*تأثر عرض العمل :

     وذلك مرتبط بسلوك العمال وتفضيلا تهم المختلفـة ( مستـوى الدخل, نوعيـــة العلاقـات الإنسانيـة داخـل المؤسسة, وقــت الفراغ, الجهـد..........)

*تأثر سوق العمل وارتباطه بالتقدم التكنولوجي :

      تنعكس اثأر التقدم التكنولوجي على البطالة في سوق العمل في إحدى المظهرين :

عندما تحل الآلة محل الأيدي يتم إلغاء بعض الوظائف و بالتالي تظهر البطالة

تغيير بعض الوظائف أو إلغاء بعضها نتيجة ظهور خبرات جديدة ومستوى تعليمي اعلي, ويمكن التقليل من البطالة الناتجة بإعادة تدريب وتأهيل العمال.

رابعا-العرض و الطلب و التوازن في سوق العمل

        إن عرض العمل يصدر عن العمال بحيث لا يمكننا الفصل بين خدمة العمل والعامل ذاته الذي يقدم الخدمة , فظروف العمل وطبيعته وعدد الساعات الأسبوعية وطلب العامل نفسه على وقت الفراغ كذلك عامل الأجور والتكاليف , كل هده العوامل تحدد ظروف العمل ويتحدد حجم العمل المستخدم بتفاعل  عرض هذا العنصر و الطلب عليه وفي حالة تساوي هذين الأخيرين يتحقق التوازن في سوق العمل، أما الطلب على العمل فيتمثل في طلب المؤسسة لخدمات العمل , وطلب المؤسسة لخدمة العمل يعتمد على طلب السوق للسلعة التي يساهم العامل في إنتاجها لذلك يعرف الطلب على خدمات العمل بأنه طلب مشتق أي رب العمل يطلب خدمة العمل ليس من اجل استهلاكه بل من اجل الاستفادة منه في إنتاج سلع وخدمات أخرى يحقق له ربحا بما يفوق ما أنفقه في الحصول عليه ويرتبط الطلب على العمل بعوامل عدة لعل أهمها مستويات الأجور الحقيقية ,و الطلب على المنتج وأسعار المنتج وعوامل الإنتاج الأخرى .

1-العوامل المؤثرة في تحديد عرض وطلب العمل

أ-العوامل المتحكمة في عرض العمل:

-      رأس المال البشري: يتمثل الرأس المال البشري في عدد السكان والمهارات والخبرات المتاحة بينهم _أي عدد السكان- والتدريب الذي يخضع له العمال بالإضافة إلى سن التقاعد والتنقل الجغرافي (أي الهجرة الداخلية والخارجية)

-      المهن اللازمة للدخول إلى المهن والوظائف: بحيث قد تشكل عائقا كبيرا لقوة العمل عندما لا تتوفر في سوق العمل.

-      الانتقال المهني الذي يعتمد على التدريب والتأهيل .

-      عدد ساعات العمل: الحجم الساعي للعمل قد يؤثر في استعداد العامل لساعات إضافية .

-      دور النقابات: يمكن للنقابات تقييد عروض العمل وذلك بغرض رفع الأجور.

-      التركيبة السكانية: والتي تتمثل جنس العمال (ذكور وإناث) وتركيبتهم العمرية( شباب ، كهول.....)

ب العوامل المتحكمة في الطلب:

-      مستويات الأجور الحقيقية

-      نوعية وأسعار المنتوج

-      الطلب على المنتج

-      عوامل الإنتاج الأخرى ( التكلفة، الأجور.........)

كل هذه العوامل هي عبارة تساهم بشكل كبير في زيادة الطلب على اليد العاملة لكي يتمكن المنتج من الحفاظ على كمية ونوعية المنتج وتوفيره وبالتالي محافظته على مكانته في السوق أي تحقيق الاستمرارية والتنمية المستدامة.

2-أساليب تنشيط العرض والطلب على العمل :

هناك عدة أساليب يمكن الاعتماد عليها لتنشيط خاصيتي العرض والطلب على

 العمل والتي يمكن إيجازها كما يلي:

-       تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

-       افتح مناصب شغل في قطاع الخدمات.

-       تحسين شروط والظروف التي تسمح وتشجع على الاستثمار.

-       تحسين كفاءة جانب عرض العمل من خلال:

·       التدريب والتعليم.

·       توفير نظم المعلومات عن سوق العمل .

·       تنشيط سوق العمل .

·       زيادة مرونة سوق العمل.

·       تشجيع الإستقرار الوظيفي عن طريق مثلا( الترقية، رفع الأجور الحوافز، المنح والعلاوات...........)

3- الآليات الداعمة للعرض والطلب على العمل:

أ‌-    الآليات الداعمة للعرض على العمل:

إن الهدف من وضع آليات العرض إلى زيادة عرض العمالة كميا ونوعيا وذلك من خلال:

-        تطوير مهارات القوى العاملة وكفاءاتها وقدراتها المهنية.

-        تسهيل انتقال الشباب من التعليم إلى سوق العمل.

-        إعادة إدماج الموظفين والعمال المسرحين باعتبارهم مؤهلين للعمل.

-        بالإضافة إلى وضع البرامج التدريبية والتكوينية والتي تساهم في تعزيز التعلم والتنمية وتطوير الكفاءات.

ب‌-          الآليات الداعمة للطلب على العمل:

تهدف الآليات الداعمة للعمل إلى :

-      زيادة الطلب على التشغيل وتوليد الوظائف بما يشتمل عليه من برامج تشغيل العاملين لحسابهم والعاملين في الأعمال الحرة.

-      دعم مبادرات الأعمال و برامج الاقتراض الميسر للمنشآت الصغيرة والدعم والإعانات المالية للأجور ، وبرامج الأشغال العامة.