علم الصرف2 تطبيق
علامات التطبيق للسنة الثانية ليسانس دراسات أدبية
علم الصرف2
علم الصرف
السنة الثانية ليسانس
تخصص: دراسات أدبية
أستاذ المادة: الدكتور كمال قادري
السداسي الثالث، 2022 - 2023
الادب المغاربي المكتوب باللغة الاجنبية
نقاط الادب المغاربي المكتوب باللغة الاجنبية
الادب المغاربي المكتوب باللغة الاجنبية
دروس مقياس : مدخل الى الأدب المغاربي المكتوب باللغة الاجنبية
الفئة المستهدفة: السنة الثانية
الأستاذ: عمور إبراهيم
التطبيق الأول: مولود فرعون
شكلت الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية ظاهرة ثقافية ولغوية متميزة وأثارت بذلك حولها جدلاً كبيراًً بين النقاد والدارسين، منهم من عدها رواية عربية باعتبار مضامينها الفكرية والاجتماعية، والكثرة عدّوها رواية جزائرية مكتوبة باللغة الفرنسية، باعتبار أن اللغة هي الوسيلة الوحيدة التي بها يكتسب الأدب هويته، ثم إن الكتابة الروائية بالفرنسية قد ساهمت في نمو الأدب الفرنسي، أكثر ما ساهمت في إخصاب الأدب العربي، ولذا فنحن حينها نقف عند هذه الظاهرة المتميزة، فإننا لا نفعل أكثر من إعطاء فكرة عن نشأة هذا الفن في ظروف حرجة في الجزائر أو في المغرب العربي عموماً.
1-مولود فرعون:
فمولود فرعون وليد القرية وابن الفلاّح، كاتب جزائريّ جعل من الفرنسيّة لغة كتاباته، بعيدًا عن الإيحاءات التي اعتادتها الثقافة التّقليديّة للشّرق الأسطوريّ، اعتنى بأن يكون بواقعيّته شاهد زمانه وكاتب على تمزّقات الجزائر الحديثة. هو كاتب لم يغب عن الجزائر ولو للحظة واحدة.
ولد الطفل ” فورولو “ في 1913 لأب فلاح، بتيزي هيبل (بني دوالة) قرية من قرى القبائل، عرف طفولة سادتها أجواءُ الشّقاء، حصل على منحة مكّنته من متابعة تكوينًا توّجهُ بشهادة معلِّم، فمارس التّعليم في الابتدائيّة، وتقلّد منصب المدير لإحدى المدارس، اغتيل بصورة وحشيّة نكراء بالجزائر العاصمة من قبل l’O.A.Sعندما كان مسئولاً موظّفًا كمفتِّش في المركز اجتماعيّة.
وفي طفولته هاجر مع والده الذي اضطرته ظروف الحياة للعمل في فرنسا ، وبفضل منحة دراسية قدر له أن يلتحق بمدرسة متوسطة ثم بدار المعلمين العليا بالجزائر، وعندما تخرج عين معلماً في مسقط رأسه ولم يترك منطقة القبائل إلا في عام 1957 ليعيّن مديراً في العاصمة وفي 15 مارس 1962 استشهد فرعون برصاص المنظمة السرية الإرهابية مع مجموعة من زملائه.
تجمع شخصية فرعون بين المناضل والفنان، وفي روايته الأولى :« ابن الفقير » يتحدث عن طفولته التي صيغت من لهيب الحرمان في قرية جبلية فيها أحداث شبابه وحياته ونضاله من أجل المعرفة . ويستعرض من خلال ذكرياته مأساة الفلاحين الكادحين الذين يعملون في أرض جبلية ولا يحصدون بعد الكد إلا السقم والجوع لأن الغرباء استولوا على المزارع واحتكروا الري والماء.
وفي سنة 1953 ظهرت له رواية« الأرض والدم»، التي فازت بجائزة الأدب الشعبي في فرنسا عام 1953 منتزعاً بها الجائزة من خمسين كاتباً فرنسياً . تناولت ثالث روايته « الدروب الصاعدة » 1957 مأساة الجزائري، وتألف إحساسه القومي حيث يعود الجزائري إلى مكانه الطبيعي فوق الأرض وإلى مستوياته النفسية. وأخيراً نشرت روايته« الذكرى» عام 1972.
وله بالإضافة إلى هذه الروايات مجموعة أبحاث اجتماعية جمعها في كتاب تحت اسم « أيام القبائل » ، وكتاب نشر بعد وفاته هو عبارة عن مذكرات شخصية ، وهذه المذكرات تعتبر وثيقة هامة تؤرخ لفترة من عمر الثورة الجزائرية من عام 1955 حتى عام 1962 ، كتبها فنان لم يترك أرض المعركة دقيقة واحدة.
اهتمّ الكاتب فرعون بوصف معاناة الشّعب، وهي معاناة لم تجعل هذا الأخير يتخلّى عن عظمته، فطفحت صوّر قصصه بأوصاف القبائل وبجماليّة لا حدّ لها. إذا بدا أنّ الكاتب مهتمًّا بكشف جرائم الاحتلال الفرنسيّ، فقد كان شغوفًا بتشخيص الصعوبات التي يواجهها شعبه من أجل التّوفيق بين تمسّكه بالتّقاليد وبالإسلام، وبين إعجابه أمام التّقدّم الذي مثّله العالم الغربيّ من جهة أخرى.
كانت قصصه مثلاً للدّقة المتناهية في التصوير. اقتربت واقعيّته بالتّدقيق التوثيقيّ التّاريخي. وما مثّل ذلك أحسن تمثيل سيرته الذاتية، نجل الفقير (1950)، الذي عرف شهرة بالغة ونشر على أسع نطاق، حيث ترصّد الصّعوبات الحائرة التي تقف عقبة أمام التعلّم والتكوين في جزائر الثلاثينيات؛ وهما حقان مهضومان، وهضمهما أظهر المستعمر في صورته القاسية.
ويعد فرعون أحد أكبر كتاب المغرب العربي ذوي التعبير الفرنسي شهرة، لقد كانت « نجل الفقير » روايته الأولى ولا تزال، أول عمل أدبي يبدأ به كل تلميذ جزائري اطلاعه على الأدب الوطني. وكان فرعون يلفت انتباه مواطنيه كلما أصدر كتاباً جديداً وكان آنذاك معلماً قروياً، انتقل للعمل في العاصمة قبيل هلاكه المأساوي على يدي غلاة الاستعمار الحانقين. وقد حاز إبداعه شيئاً فشيئاً على شهرة واسعة، ليس في وطنه فحسب بل في فرنسا كذلك، وترك موت الكاتب أثراً فاجعاً في قلوب كل الناس من ذوي الإرادة الطيبة. ساهم مولود فرعون كثيراً في دعم القضية الوطنية، وإيقاظ الوعي للشعب الجزائري، الذي هب لمعركته الخيرة والحاسمة ضد الاستعمار.
إثر اغتيال مولود فرعون، صرح جان عميروش في استجواب له، لقد كانت جريمة المغتال الرئيسية هي رغبته في رؤية الإنسان سعيداً، يحمل باعتزاز اسمه الخاص، وسعيداً بتمتعه بوطنه، ومؤمناً بمستقبله ويمكن كل ابن فقير من أن يقرر مصيره.
ويكمن في هذه الكلمات الثلاث (الحرية، الرسم، الوطن) مغزى وهدف إبداع كتاب شمال إفريقيا. الذين فرعون ينتمي إلى جيلهم. اغتالته المنظمة الإرهابية السرية، التي كانت تعمل من أجل جزائر فرنسية في حي الأبيار، وهكذا انتهت الحرب من أجل الاستقلال، التي دامت سبع سنوات، بشكل مأساوي بالنسبة لفرعون، قبل ثلاثة أيام من توقيع اتفاقية أيفيان، ودفن يوم 18 مارس 1962. ويذكر إيمانويل روبلس، وهو كاتب من الجزائر من أصل فرنسي، كان صديقاً لفرعون ودرس معه في معهد بوزريعة، كما قدم له دعماً ومساعدة ثمينتين، حين أجبره على «الشروع في الكتابة»، يذكر أن فرعون لم يكن إنساناً طيباً وهادئاً فحسب، بل أهم من ذلك مثقفاً« كان يقرأ أكثر منا جميعاً، وكان يلتهم الكتب ببساطة، كان يضمر الإجلال للكتاب الروس، ويحب فرنسيي القرن الثامن عشر، ثم بعد ذلك كشفت له الأمريكيين».
وما يشهده على أن الكتاب الروس، كانوا من ضمن من أحبهم فرعون، كونه استهل أول تجربة أدبية له، وهي رواية« نجل الفقير » بكلمات انطون تشيكوف« سنعمل للآخرين الآن، وفي شيخوختنا من دون أن نعرف سبباً للراحة، وحينما تحل ساعتنا سنموت بخنوع، وسنقول هنالك في لحدنا بأننا تعذبنا وبكينا وتجرعنا المرارة، حينذاك سيهبنا الله من لدنه الرحمة». لقد كانت جمل تشيخوف، مفعمة بمعنى واقعي بالنسبة لفرعون، الذي كان يعي هكذا بالضبط مغزى وغاية إبداعه وعمله الصعب والنبيل لخير وطنه.
كتب مولود فرعون في« ابن الفقير»، مبيناً كيف يتكون« الطبع الحقيقي» للرجل القبائلي، حيث يولد الطفل في هذه المنطقة، من أجل المعركة في سبيل الحياة. وتشكل فلسفة وحكمة الحياة وعاداتها ومعتقداتها وشعائرها القديمة ، ذلك العالم الخاص والأصيل الذي تمثله قرية تيزي، حيث شب ابن الفقير« فورلو»، وهي في الوقت ذاته ذلك العالم النموذجي لقرية قبائلية نموذجية. وهذا العالم لا يزال في الرواية يحيا أساساً وفق سنن موروثة من الماضي البعيد، حيث تسود أخلاق وأنماط حياة الأجداد، وحيث لا يزال كل واحد يؤمن بالقدر. غير أن الشكل الثاني من الصراع هو صراع من أجل إجادة لغة غريبة وثقافة غريبة، والدراسة في ثانوية فرنسية حيث يشعر دائماً بنفسه غريباً، ويشعر بالخوف من الطرد بسبب إخفاق عارض ويصمم« فورلو» على لقاء هذا العالم الذي يجهله، وهذه الحياة الغريبة عنه:« وحدي، وحدي في هذه المعركة الرهيبة التي لا ترحم...».
تعتبر رواية نجل الفقير إلى حد بعيد سيرة ذاتية، تصف طفولة الكاتب ومراهقته، كما تغطي الرواية السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، لتصل نهاية العشرينات.
وتناول فرعون في رواية« الأرض والدم» أول مرحلة من عملية هجرة شمال أفريقيا للعمل بسبب الوضع الشاق للعمال والفلاحين في المستعمرات، التي بدأت بشكل مكثف من العشرية الأولى من القرن العشرين. وإذا كانت الهجرة الاضطرارية مرتبطة في البداية بالمعاناة الشاقة لفراق الأرض الأصيلة، فإن الأمر أصبح شيئاً فشيئاً عادياً، أملاً في الكسب السهل في فرنسا. وحدث أن العودة إلى القرية كانت مرفوقة بصدمة نفسية, فقد كان الإحساس بالفرق بين العالم المهجور –عالم الغرب- والعالم التقليدي- الوطن- وهكذا يعود عامر في رواية« الأرض والدم» إلى موطنه رفقة زوجته الفرنسية الشابة، بعد أن اشتغل سنوات عدة في فرنسا، وجرب كل أنواع الحرمان، التي كانت من نصيب المغتربين في أوروبا، لكنه لا يستطيع مدة طويلة، أن يتأقلم مع حياة قريته الصغيرة، التي بدت له متخلفة ومتوحشة، واحتاج إلى عامين كي يصبح قبائلياً من جديد، وكأنه لم ير الكثير في حياته، ولم تحنكه الصعاب، ولم يواجه الموت.
تقع أحداث الأرض والدم في الفترة الواقعة ما بين الحربين العالميتين، وتنتهي في عام 1930، ويفاجأ عامر بالحرب حالما يصل إلى فرنسا. ونشعر بأنفاس ريح التغيير، وريح التاريخ، ابتداء من الصفحات الأولى في رواية« الدروب الصاعدة»، التي تبرز ذلك العالم المنغلق، الذي لم يمسسه الزمن، وهو ينسف تحت هجوم العصر، وللطبيعة الشاقة والمأساوية أحياناً لتأثير هذا الصدام بين الجديد والقديم في وعي الناس وسلوكهم. والرواية دراما عاطفية، حيث نجد مثقفاً قروياً، منعزلا في قرية قبائلية نائية، ومنفصلاً عن العالم، وبعيداً عن التاريخ، نجده يكتب مذكرات لا حاجة لأحد بها في وقت يقوم فيه جميع المثقفين الجزائريين بالثورة، والرواية تصور حيرة وارتباك جيل نضج. ويستمر فرعون في الدروب الصاعدة، يصور عالم القيم القديمة المتفجر، في تغذية الأمل في الأشكال الإنسانية للتخلص من العبودية.
وتعتبر الدروب الصاعدة امتداداً للرواية الثانية، وإن كان هناك انقطاع في الوقت، حيث أن يوميات عامر ترجع في تاريخها إلى الخمسينات، وتعتبر بمثابة سنوات اليقظة بالنسبة للجزائريين، أي بداية الثورة ونهاية صدام الحضارات، وكذلك بمثابة بوتقة تذوب فيها خيبة أمل الإنسان الجزائري وسخطه وعدم رضاه.
وسيظل فرعون ممثلاً نموذجياً لجيله، جمع فعلاً في ذاته« عالمين وثقافتين » ومثالاً للفنان المخلص والشجاع، الذي نجد في إبداعه محاولة جدية لتصوير حياة وطنه، وشعبه بموضوعية، وطرح المشكلات والمتناقضات التي زخرت بها مرحلة يقظة الوعي الوطني للجزائريين تلك المرحلة المرتبطة بالكفاح من أجل الاستقلال، وتحليل أنماط العلاقات، بين الرجل والمرأة، ضمن الأسرة والعائلة فالمجتمع، والبيئة النّفسيّة للفرد، ويأبى إلاّ أن يحلِّل، ولا يكتفي بتسجيل، يسجِّل تخلفه الذي يتنزّه من الادّعاءات التي توعز ذلك إلى ما هو وراثيّ، ولا يتباهى، ولا يدنو من موضوعاتٍ تجعل من فئةٍ معيّنة من القرّاء ينفرون من قراءته، الفروق المزعومة بين المكونات السكانية للجزائر، مثل الاختلافات العرقية داخل جماعات البربر، وبينها وبين جماعات العرب، وخضوع الجميع للقوة وحدها، واستحكام التعصب الديني المؤدي إلى الانغلاق، والعنف، والعدوانية.الادب المغاربي المكتوب باللغة الاجنبية
دروس مقياس : مدخل الى الأدب المغاربي المكتوب باللغة الاجنبية
الفئة المستهدفة: السنة الثانية
الأستاذ: عمور إبراهيم
المحاضرة الثالثة
الأدب الجزائري المكتوب باللّغة الفرنسيّة
الأدب الجزائري هو مجموع الأعمال الأدبيّة والنّصوص التي كتبت من قِبل كتّاب جزائريّين عاشوا في الجزائر أو قضوا فيها حقبة معيّنة من حياتهم، سواء كانت طويلة أم قصيرة، فهي كفيلة بأن تشكِّل المادّة للأديب في تصويره للمشاهد وللحياة وللعادات التي تحتوي الإنسان الجزائريّ والآمال التي تنازع النّفس الإنسانيّة.
اللّغة الموظَّفة فيه هي العربيّة والفرنسيّة عمومًا. يرجع هذا التّوظيف إلى تواجد اللّغتين في السّاحة الثّقافيّة. وهو وجودٌ يكاد يكون متزامنًا: للجزائر جذور تاريخيّة تربطها بالعربيّة. ولمّا كانت الجزائر إحدى مستعمرات فرنسا فقد ورثت موروثاً تاريخيًّا وتراثاً ثقافيًّا جمعها بالفرنسيّة. يُستنتج من هذا التّقديم والطّرح ما يأتي:
1. اعتبار الحياة الجزائريّة عنصرًا معتبرًا في تعريف الأدب الجزائري إذ هي جزء من ذاكرة الأدباء مهما كانت علاقاتهم بها، ورحلوا عنها لمدّة طالت أم قصرت.
2. أنّ الشاعر هو ابن تكوينه الأول، يظل يحمل سماته كما الوشم الذي يلتصق بالجسد إلى الأبد، وأنّ الذاكرة تلعب دورا في إبقاء ملامح من الماضي حية، وتجد طريقها إلى التعبير الأدبي أو الفني.
3. أنّ الموضوعات التي يراهن الكتاب الجزائريون على الخوض فيها تُعدُّ جزءً كبيرا من الفاعلية الثقافية الجزائرية وخصوصية البلد التاريخية المربوطة بآلية استدمارية بقيت في الجزائر لأكثر من قرن ونصف، تولدت عنها مشكلاتٌ كثيرة منها المشكلة اللغوية التي نعيش على وقعها كأننا على أرضية أشبه ما تكون بأرخبيل من اللّغات كما قالها يومًا أحد المثقّفين الجزائريين، وهو مرزاق بقطاش وفي إحدى أسبوعياته الأدبيّة بل مرثياته اللّفظيّة[1].
إن ما يكتب بالفرنسية في الجزائر لا يعيد إنتاج فرنسا كثقافة واستدمار، وقيم النور والانفتاح والحداثة مادام يبقى محافظا على الروح الجزائرية، فلو أخذنا أعمال بوجدرة وميموني، وآسيا جبار التي نجدها تعبّر عن ثقافة الجزائرية، وترتبط عضويا بالهوية الوطنية[2]، في حين هناك كتاب آخرون، تكونوا وعاشوا في فرنسا وتشبعوا بثقافتها أمثال ليلى صبار ونينا بوراوي وغيرهم، فهؤلاء يعبّرون عن المجتمع الفرنسي في أعمالهم الروائية والأدبية، وهم لا يلامون على ذلك لأن ردود أفعالهم الثقافية والروائية تنبع من المجتمعات التي تربّوا فيها كما أن فرنسا تعد جزءا من ذاكرتهم.
أثبت الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية حضوره عالميا كأدب مميز ذي قيمة فنية عالية أهلته لنيل العديد من الجوائز الإقليميّة. وحين نأخذ ما كتبه بوجدرة وأنور بن مالك نجدهم عانوا في الجزائر وارتبطوا بثقافتها فلا يمكن اعتبار ما كتبوه أدبا فرنسيا. أين تكمن جزائريّة هذا الأدب ؟ فهؤلاء كلّهم تجمعهم سماتٌ رشّحتهم لأن يكتسبوا تسمية الأدباء الجزائريّين:
لقد استطاع كلُّ واحد منهم أن يفرض نفسه ـ من الزّاوية المتاحة له ـ كأحدٍ من الأصوات الروائية فرنسيّة اللّغة الهامة التي تربّعت على عرش الكتابة في القرن العشرين، أحسن التعامل مع المؤثِّر الغربي، إذ طوّعه لإرادته الرّافضة للاندماج المجاني، وأرّخ لفترة ما حيث الوطن المغتال أو لحلقات حيث شهدت الجزائر تغيّرا من مرحلة كانت فيها غارقة في الرحيل الحزين والغياب الدّامع إلى مشاهد . لقاء الصراع والتفاعل والتحفّظ من الاندماج، وأثمرت في النهاية أدبا ” جزائرياً “ قبل أن يكون لاتينياً فرنسياً، وإن نطق باللاتينية والفرنسية، وقبل أن يكون عربياً أو وطنياً محليا، وإن نسج أحداثه وشخوصه من عبقرية الأرض والعروبة، وبناء على هذا التركيب العجيب، توحدت عناصر اللغة والفكر والبيئة والتاريخ والإنسان الجزائري، في صورة شديدة التعقيد والثراء، تولدت عنها صورة الأدب الجزائري المعاصر، الذي تعددت منابعه وتباينت أصوله ومشاربه, لكنها تصب جميعها في محيط أشمل، يتسع لكل الروافد, محيط الثورة الجزائرية، التي انصهرت فيها كل التيارات الفكرية واللغوية، وتخضبت فيها كل الكفوف الجزائرية بالدماء، مثلما تخضبت بالحناء في عرس الاستقلال ونيل الحرية.
لعلّ ذلك ناجم عن رغبة هؤلاء في الكتابة والإبداع والتنفيس عن النفس المقهورة. لا يمكن لأحدٍ أن يزجّ بنفسه في هذه الخانة التصنيفيّة من دون أن يكون قد عمل على أن تتفاعل الروح الشرقية للجزائر بتاريخها العميقة جذورها من جهة وبالثقافة الفرنسية التي يستخدمها الكتاب الجزائريون من جهةٍ أخرى، فتكون النتيجة أدباً أصيلاً يرمي إلى أن يفرض نفسه دون وسيط وهو ما كان يحتاج إليه الأدب الجزائري المكتوب بالعربيّة.
أشار الناقد الفرنسي جان دي جو في حديثه عن الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية إلى أن أول نص جزائري بلسان فرنسي النص القصصي الذي كتبه محمد برحال عام 1891 بعنوان "انتقام الشيخ"، الذي نشر في المجلة التونسية الجزائرية باعتباره أول رواية يكتبها جزائري باللغة الفرنسية.
. ونظرا للقاء الفكري والأدبي بين الأدباء الجزائريون والفرنسيون في فترة الاستعمار ظهرت مجموعة من الكتابات باللغة الفرنسية أبرزها المجموعتين الشعريتين لكاتبها سالم القبي، الأولى: تحت عنوان:" أساطير وأشعار الاسلام" poèmes et Contes Islam’L de سنة 1917 ،أما الثانية: فكتبها سنة 1920 وكانت تحت عنوان:" أنداء المشر" Rosée Orient ،كما كتب القايد بن الشريف سيرته الذاتية سنة 1921 بعنوان "أحمد بن مصطفى الكومي"، كما تلتها كتابات أخرى نذكرها: رواية: "زهراء امرأة المنجمي" mineur du femme la Zohra لعبد القادر حاج حمو سنة 1925 ، ورواية "مأمون بدايات مثل أعلى" idéa Dun ébauche’l Mammon لشكري خوجة سنة 1928 ،إضافة إلى رواية" العلج أسير بربروسيا" captif Eleuldaj barbaresques des سنة 1929 ،كما كتب جون عمروش في بداية الثمانينات مجموعة شعرية بعنوان: " الرماد" سنة 1934 و"النجمة السرية" Etoile’l secrète سنة 1937 .
وبهذا تعددت الكتابات الأدبية التي شكلت بدايات أدب جديد يظهر في الأفق ويعبر عن الشخصية الجزائرية المتأصلة في مبادئها وعاداتها وتقاليدها والمتمسكة بعروبتها والناقمة على الظروف الاجتماعية والسياسية التي طرأت على البلد، محاولة تغيير النظرة العدائية والعنصرية للاستعمار الفرنسي الذي يرى في الجزائري التوحش والبربرية ولهذا أراد الكاتب الجزائري أن يصحح هذه النظرة انطلاقا مما كان يكتبه، واستمرت الكتابات الأدبية تسير في هذا المضمار حتى في سنوات الأربعينات .
-أشكال الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسیة
1- الشعر
لقد كانت نشأة الشعر الجزائري باللسان الفرنسي مصاحبة لظھور الأدب الفرانكفوني، وھذا بفعل الاحتلال وسیاستھم الشاملة في البلد. ذلك أن السلطة الاستعماریة أدركت أن توطید أركان وجودھا في الجزائر مرھون باستھداف السكان جسدا وروحا. و إذا دققنا في تتبع مراحل ظھور نصوصه، یمكن نقسمھا إلى مراحل، وھي: - مرحلة ما بین الحربین العالمیتین: لم یكن ھناك شعر بالمعني الدقیف للكلمة، بل كانت ھناك محاولات بسیطة أو إرھاصات لقرض الشعر بالفرنسیة رغم انتشار التعلیم. منذ أواخر القرن19م ، ورغم وجود عدد من الجزائریین الذین درسوا الطب والأدب و القانون الفرنسي، فإننا لا نعلم أنھم أنتجوا شعرا بالفرنسیة قبل الأربعینیات إلا نادرا. وقد نفى أبو القاسم سعد االله "تأثر الأدباء الجزائریین بالشعر الفرنسي في ھذه المرحلة، رغم وجود إشارات تدل على أن بعضھم قد تأثر خاصة في مجال الترجمة. فقد ترجم العدید من الأدباء لشعراء فرنسیین، منھم أحمد رضا حوحو؛ حینما كان في الحجاز. فد ترجم لفیكتور ھیجو، ولم یكن شاعرا.
أما في بدایة الأربعینیات فقد قام إسماعیل العربي بترجمة بعض القصائد الفرنسیة إلى العربیة، ولكنھ لم یكن شاعرا أیضا. ومنھ، فإن ھذه المرحلة غلبت علیھا طابع الترجمة التي كان لھا الدور الأكبر في التأثر بالآداب الفرنسیة. - مرحلة ما بین 1945 إلى1962 :لقد جاءت ھذه المرحلة عقب المأساة الوطنیة في الثامن من ماي وما خلفتھ في قلوب الجزائریین من ألم وشعور بالقھر والظلم، فشكلت منعطفا حاسما في في اتجاه الكفاح ومساره وأدواتھ. فلقد أحدثت ھذه مجازر جرحا عمیقا في وجدان الجزائریین، خاصة وقد صادفت نھایة للحرب العالمیة الثانیة التي قررت مصیر الكثیر من البلدان و الشعوب.وبفعل ذلك فقد تبلور الوعي الوطني لما یحدث في العالم لدى جمیع فئات المجتمع في السعي نحو الاستقلال. وكان ھذا الوعي راسخا بعد الیوم في الدفاع عن الجزائر بمختلف الوسائل المتاحة عسكریا وسیاسیا وفكریا. الشيء الذي شجع على تنشیط الحركات السیاسیة في الداخل والخارج .
ولیس غریبا أن یكون صوت القلم ھو أیضا حاضرا في مختلف المنابر والمجلات والجرائد التي كانت تنشط ھذا المسعى الجدید بنشر إبداعات الأدباء سواء شعرا أو نثر. وھنا ظھرت العدید من الدواوین الشعریة باللغة الفرنسیة، خاصة مع اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 وأثناءھا. "فقد ولدت ثورة التحریر الوطني تصورا فرض أشكالا شعریة جعلت من الشعر الفرنكفوني الجزائري شعرا مكافحا ولیس تأملیا أو ذاتیا، وأضفى علیھ ھاجسھ المتفائل ونزعته الإنسانیة النشطة.
2- المسرح:
شكلت النصوص المسرحیة المكتوبة بالفرنسیة في الفترة ما بین نھایة الحرب العالمیة الثانیة 1945 والاستقلال الوطني 1962 رافدا إبداعیا اغتنى بھ رصید الفن السابع الجزائري إن على صعید الموضوعات المطروقة أو أسلوب التناول أو الرؤیة الفنیة في تساوق مباشر مع الظرف التاریخي والسیاسي والثقافي السائد في الجزائر آنئذ. وھو العامل الذي جعل جل المسرحیات التي ظھرت في ھذه الفترة تنحو بدورھا في الاتجاه الثوري، وأھمھا تلك التي قدمھا " كاتب یاسین " مثل مسرحیة " الجثة المطوقة " و " الأجداد یزدادون ضراوة" التي عرضت على خشبة المسرح أثناء الثورة التحریریة في "بروكسل " ، ثم نشرت مع نصوص أخرى بعنوان " دائرة الانتقام/ أو القصاص سنة "1959 . وھو المنحى الذي حمل كاتب یاسین لواءه بكل جدارة واستحقاق، وبلغ معھ مستوى عالمیا. و الواقع أن كاتب یاسین في مسعاه الإبداعي، بدا معززا برصید ثري یستمده من تجارب ثقافتھ الفرنسیة العالیة في المجال الإبداعي الأدبي والمسرحي بوجھ خاص. بما یعني تلك الثقافة لم تقف حائلا بینھ وبین إبراز روحھ الجزائریة وثقافتھ العربیة، روح شعب یتمسك بمقوماتھ الروحیة وطابعھ الأصیل. فمسرحیاتھ كلھا ینتظمھا موضوع واحد بتجلیات متنوعة، ألا وھو " الجزائر" التي تبحث عن نفسھا من خلال نضال مستمیت. وھو ما تجسده أعمال " الأسلاف یزدادون ضراوة" و " الجثة المطوقة " ، و"المرأة المتوحشة" . و بالإضافة إلى ھذه الأعمال لكاتب یاسین، وھناك أعمال لكتاب آخرین لقیت صدى أقل، مثل مسرحیة " أصوات في القصبة"،1960 لحسین بوزاھر، ومسرحیة " المیلاد " و " الزیتونة " 1962 لمحمد بودیا.. وغیرھا. د- القصة القصیرة : القصة المكتوبة باللغة الفرنسیة قد تعذر إنتاجھا قبل الاستقلال، ولم یتجاوز عددھا الستین قصة، وقد عالجت في بدایتھا موضوعات اجتماعیة مثلھا كل من مالك واري في قصصھ " لقاء الربیع " و " حصاد و الجبال" و " حمزة بوبكر "" بقصتھ " اعترفات مسلم القرن الحالي " ، وبعد الخمسینات بدأت تھتم بالوضع السیاسي ، ومثلھا كل من دیب بمجموعتھ القصصیة " في المقھى ومولود معمري في قصتھ " الحمار الوحشي " التي عالج فیھا قضیة صدام الحضارات عن الحرب العالمیة الثالثة. وقد أظھرت القصة القصیرة المكتوبة باللغة الفرنسیة بعض التفوق على نظیرتھا العربیة، إلا أنھا لم تخصص لجانب الحرب النصیب الأوفى . ففي قصة محمد دیب " في المقھى " 1955، مثلا تقابل فیھا العدید من شخصیات ثلاثیتھ الروائیة مثل " عمر " و " العمة حسناء " و " ابنة العم الصغیرة " ، حیث یقدم محمد دیب إضافات جدیدة، یتعلق بعضھا بأحداث قد أشار إلیھا في الثلاثیة.. إشارات سریعة فقط كزواج " ابنة العم الصغیرة"؛ الموضوع الذي یخصھ بقصة مستقلة ھي قصة " زواج بدیع " ، إشارة إلى التطور الذي حدث في حیاة الأبطال أو في وعیھم
3-الروایة :
بالرغم من المحاولات الأولى في التألیف الروائي باللغة العربیة في الجزائر مع رضا حوحو " غادة أم القرى " ، وعبد المجید الشافعي " الطالب المنكوب " ، إلا أن الروایة الجزائریة ذات التعبیر الفرنسي، على ید كوكبة من الروائیین الجزائریین الذین تعلموا في المدرسة الفرنسیة، وحصلوا على نصیب وافر من الثقافة الفرنسیة دون أن یفقدوا إحساسھم المرھف بنبض مجتمعھم.
شكلت الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية ظاهرة ثقافية ولغوية متميزة، وأثارت بذلك جدال كبيرا بين النقاد والدارسين، ولذلك يشير جان ديجو إلى أنه يمكننا أن نؤسس للرواية الجزائرية بالتعبير الفرنسي، بداية بالفترة الممتدة بين: سنة1920 وسنة:1945 فكانت أول محاولة سنة 1925 مع عبد القادر حاج حمو بعنوان "زهرة امرأة عامل الناجم" تأثرا بالاتجاه الواقعي الطبيعي لإميل زولا وكذلك كتب عبد القادر فكري بالاشتراك مع روبير راندو حوارا قصصيا، يتميز بطابع سياسي بعنوان "رفاق الحديقة" سنة 1933 ،وفي سنة 1936 كتب محمد ولد الشيخ رواية بعنوان "مريم وسط النخيل".
لتأتي بعدها نصوصا روائية جديدة وأكثر نضجا على مستوى البناء والتشكيل النصي، ففي سنة 1942 كتب علي الحمامي رواية بعنوان "إدريس" التي وصفت على أنها كتاب محرر في شكل رواية. وتعد هذه المحاولات من الناحية الفنية أقرب إلى القصة الطويلة. واستطاع القراء منذ 1945 التعرف قلة قليلة من الروائيين، الذين أخذوا من التعبير الفرنسي أداتهم اللغوية الوحيد للتعبير عن واقع مجتمعاتهم، وعرفت هذه المرحلة والدة جديدة للرواية الجزائرية، فنشرت مارجريت طاوس عميروش روايتها " الياقوتة السوداء" سنة 1947 التي تعد سيرة ذاتية ، وبعدها جميلة دباش من خلال روايتها "ليلى فتاة الجزائر" ،سنة 1947 ،وفي سنة 1948 نشر مالك بن نبي روايته" لبيك
تضاعفت المحاولات باللغة الفرنسية،إلى أن تحولت إلى ظاهرة أدبية وجنس أدبي قائم بذاته في فترة الخمسينات على يد كوكبة من الروائيين الجزائريين خريجي المدرسة الفرنسية، الذين أخدوا عن الثقافة الأجنبية الكثير دون الانسلاخ عن هويتهم الوطنية وثقافتهم العربية الاسلامية وكذلك الأمازيغية الوطنية ليعبرو بلسان واحد عن أمة وثقافة وتاريخ موحد ، ومن أبرز هؤلاء الروائيين نذكر: *مولود فرعون-ابن الفقير- الذكرى-الدروب الوعرة- الأرض والدم..... *محمد ديب: الثلاثية)دار سبيطار- الحريق- النول(، صيف إفريقي، *مولود معمري: الربوة المنسية- الأفيون والعصا- غفوة العادل- العبور...
*وكاتب ياسين: نجمة1956– المضلع النجمي1966 *وآسيا جبار: بوابة الذكريات – نساء الجزائر –ظل السلطانة –الحب والفانتازيا... *ومالك حداد: التلميذ والدرس –رصيف األزهار ال يجيب –سأهبك غزالة... وغيرهم كثير. أما بالنسبة للروائيين المعاصرين نجد: *عمارة لخوص: البق والقرصان –كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك –القاهرة الصغيرة... *و ميساء باي: في البدء كان البحر -هل تسمع الجبال –ال ننظر إلى الوراء وياسمينة خضرا: بما تحلم الذئاب –سنوات كابول –المعادلة الإفريقية –ليلة الرئيس األخيرة.... وآخرون. هؤالء الذين ركزوا في كتاباتهم إلى الدعوة إلى حوار الثقافات، باعتبارها ضرورة حيوية لمختلف الشعوب والحضارات
[1] يُنظَر: Merzac Bagtache, Archipel linguistique, El Watan (Quotidien algérien) > Arts & Lettres > Chronique ABECEDARIUS, n° 5232, Jeudi 24 janvier 2008, p.23.
[2] يُنظَر مشكِلة التعبير في الأدب الجزائري الحديث عموماً: المحاضرة رقم (3) Û التجربة الجزائريّة الحديثة. حيث تقول آسيا جبار ـ أنّها « عندما تريد أن تعبِّر عن أحاسيس أو عن حياةٍ وعادات امرأة جزائرية مثلاً ” تجد نفسها أمام مشكِلة ترجمة عواطفها وأفكارها العربيّة باللّغة الفرنسيّة وأنّ هناك شيئاً ما ينقص الصورة مع ذلك » يُنظَر: جريدة المجاهد ع.114، نقلاً عن: سُعاد محمّد خضر، الأدب الجزائري المعاصِر، منشورات المكتبة العصريّة، صَيدا ـ بيروت، 1967، ص.88.
مدخل الى الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية
دروس مقياس : مدخل الى الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية
الفئة المستهدفة: السنة الثانية
الأستاذ: عمور إبراهيم
المحاضرة الثانية: اشكالية الأدب المغاربي المكتوب
بالفرنسية بدأت مرحلة الاستعمار المباشر الذي أشرفت
على تنفيذه دول القوّة في القارة الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا، في أجزاء
واسعة من العالم العربي، عقب قيام الثورة الفرنسية 1789 وقد مثّلت حملة نابليون
على مصر فاتحة عصر الاستعمار الغربي للمنطقة العربية، كانت أقطار المغرب العربي -عدا ليبيا- من حصة الإمبراطورية الفرنسية منذ احتلالها
للجزائر عام 1830، ثم تونس 1881، فالمغرب 1912م؛ معتبرة أن تلك الدول امتداد طبيعي
للدولة الفرنسية على الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط. جاء استقلال الجزائر عن
فرنسا عام 1962 ليعلن انتهاء عصر الاستعمار الفرنسي المباشر لدول المغرب العربي
بعد أن سبقه استقلال المملكة المغربية 1955 وتونس 1956م. رغبت فرنسا في إنشاء جسمٍ يعيد
تشكيل إدارتها على المناطق التي خضعت لسلطتها السياسية في الماضي، ولإدراكها جيداً
أهمية الثقافة في بناء الثقة بين المجتمعات، فقد أحيت فرنسا المنظمة الفرانكوفونية
لتحقيق غايتها المنشودة.أسست المنظمة رسميًا
عام 1970، ويتمثل هدفها
الاستراتيجي في تفعيل اللغة الفرنسية وتطويرها والترويج لها، وتتكون المنظمة اليوم
من 84 دولة منتشرة في قارات العالم كلها. تأتي
الجزائر في المرتبة الثانية استعمالاً للغة الفرنسية بعد فرنسا، وذلك نتيجة المدة
الزمنية الطويلة في ظل الاستعمار الفرنسي التي تجاوزت 130 عاماً؛ وتشارك بصورة
منتظمة في قمم المنظمة الدولية للفرانكوفوني (OIF منذ قمة بيروت (لبنان) في2002 بوصفها ضيفاً
خاصاً. ويأتي رفض الجزائر الانضمام كعضو أساس في المنظمة، بسبب حساسية الموقف
التاريخي .أما في تونس والمملكة المغربية، فتبدو العلاقة مع الثقافة واللغة
الفرنسية أقلّ تعقيداً وأكثر هدوءاً؛ وربما يعود ذلك الى أن هذين البلدين لم
يعانيا كالجزائر من الاحتلال الفرنسي. وكان بعض المتحمسين
والمفتونين بالثقافة الفرنسية يقولون بأن الجزائر، أو شمال إفريقيا تستحق أن تكون
إحدى "مقاطعات الأدب الفرنسية" ويشير الكاتب المغربي عبد السلام
البقالي إلى أن رغبة الفرنسيين هي الإبقاء على جذوة لغتهم مشتعلة في دول
المغرب العربي لتحقيق الهيمنة الاقتصادية والسياسية بخلاف باقي الدول الأخرى
كأمريكا، «التي تتوصل إلى نشر لغتها عن طريق فرض هيمنتها السياسية والاقتصادية
»[1]
وقد لاقى الأدباء الذين يكتبون بالفرنسية اهتمامًا خاصًا من طرف الأوساط الثقافية
الفرنسية «وكسبوا رعاية حظائر أدبية خاصة، ونالوا مساعدة جماعات عقائدية من
الأحرار والتقدميين والشيوعيين وغيره، بل تكفل أمر انطلاقتهم نحو الشهرة أدباء
عظام أمثال كامو وسارتر وعمانويل روبلس»[2]، وخير مثال لذلك كتاب
"التل المنسي" الذي أصدره الكاتب الجزائري مولود معمري، وتوجته الأوساط
الفرنسية الرسمية. اشكالية هذا الأدب المكتوب بالفرنسية يبقى
مطروحا بالساحة الثقافية، حول تصنيفه ضمن الأدب المغاربي أو ضمن الأدب الفرنسي،
وهناك من النقاد المغاربة من يصنفه ضمن أدب الاستشراق لأنه يلبي حاجة القارئ
الغربي، ومن يعتبره أدبًا مزدوج الهوية، ومن يطلق عليه "الأدب المنبوذ"
. وعلى الرغم من أن كتّاب عالميين كانوا مزدوجي اللغة كتبوا بلغة غير لغتهم
إلا أنه لم تطرح إشكالية الازدواجية اللغوية بنفس الحدة التي طرحت بها في المغرب
العربي.
يقول محمد ديب: « إن
هؤلاء النقاد الفرنسيين يسلّطون على الكاتب المغاربي نظرة إقصائية تُمارس التفرقة
والعزل، وتفرض عليه دونية لا فكاك ولا مخرج منها.. داعيا
الأدباء المغاربيين بمجموعة من الأسئلة الحارقة: «هل من اللائق أن يستمر الواحد
منا في بيع حميمية بلاده الدافئة إلى المخيلة الغربية الباردة لفرنسا، التي ما
زالت تصنّف الكُتاب المغاربيين في مكانة أقل من مكانة الخادمات البرتغاليات؟. واذا
كان الكاتب الفرنسي "ألبير كامي"
قد عبر قائلاً: "اللغة الفرنسية هي وطني" فإن الكاتب الجزائري "مالك
حداد" عبر في "إنني في حالة منفى داخل اللغة الفرنسية".
وبالانتقال إلى أدب المملكة المغربية، سنكتفي برأي الروائي المعروف الطاهر بن
جلّون، الذي يعتبر أن اللغة العربية فيها من القداسة والرهبة ما يمنعه من
الكتابة بها، ويتفق طرح أغلب أدباء تونس مع الرأي الأخير، ما دفع الروائي التونسي الحبيب
السالمي إلى الرد بالقول: "الذين يقولون إن اللغة العربية عاجزة عن
التعبير عن هموم العصر أو إنها غير دقيقة فهم لا يعرفون هذه اللغة ويجهلون
عبقريتها وقدراتها الهائلة". فتعاد إذن قضية الانتماء مرة أخرى للظهور
بعدما طرحت في القرون الأولى هجرية، مع أولى محاولات التأسيس لأدب مغربي قديم، بين
الذين ينتمون الى الاقليم الجغرافي وبين تلك الابداعات التي قام بها المشارقة
الوافدين ممن كانوا يشاركون في الفتوحات، فهاهي القضية تثار مرة أخرى مع الذين
ينتجون نصوصا مكتوبة بلغة أخرى غير العربية لكنهم يعشيون في المغرب العربي أو
عاشوا فيه فترة من الزمن. فالمستعمر بعد خروجه ترك قضية التعددية اللغوية محل جدل
وسط الباحثين حول كون الأدب فرنسي بحكم اللغة التي كتب بها، أم بحكم المحيط الذي
عاش فيه الشاعر. عموما ظاهرة الكتابة بلغة المستعمر لا
تنحصر على بلدان المغرب العربي فقد عرفتها كثير من بلدان اخرى لذا هي" ليست
ظاهرة خاصة بالاستعمار الفرنسي وحده فقد وجدت في أغلب البلدان التي احتلتها الدول
الأوروبية في القارات الثلاث حيث يوجد اليوم اداب مختلفة كتبت وتكتب في تلك
البلدان باللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية والرتغالية والى حد ما باللغة
الهولندية أي بلغات الدلو الاستعمارية الاوروبية التقليدية التي بدأت هجماتها على
القرارات الأخرى بعد اكتشاف امريكا ورأس الرجاء الصالح"[3].
وبدأت على يد مجموعة من الأدباء ممن حاولوا ان يخلقوا نوعا من التناغم والانسجام
بين الاهالي المحليين والمستوطنين، بعيدا عن الهوية والأعراق، مثل كتابات لوي
لوكوك وستيفان راوول. [1] - لويس جان كافي، حرب اللغات
والسياسات اللغوية ترجمة: حسن حمزة- الطبعة الأولى – المنظمة العربية للترجمة –
بيروت- 2008. [2] حسن المنيعي- أدب المغرب العربي المكتوب بالفرنسية،
مجلة دعوة الحق- عدد 100 – المغرب. [3] - أحمد منور الأدب الجزائري باللسان الفرنسي نشأته وتطوره
وقضاياه، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط1، 2007، ص133/134.
الادب المغاربي المكتوب باللغة الاجنبية
دروس مقياس : مدخل الى الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية
الفئة المستهدفة: السنة الثانية
الأستاذ: عمور إبراهيم
السنة الجامعية: 2122/2023 المحاضرة الأولى لمحة عن الأدب المغاربي عبارة المغرب العربي كثيرة الالتباس حول معناها وحقيقة البلدان التي تشكلها إلى حد
الآن، فخلف هذا المصطلح تقف مجموعة من القضايا التاريخية والثقافية التي لها صلة بالاستعمار، لتحكي
عن جهود الاقليم نحو محاولة
الحصول
على هوية متفردة بالعودة إلى قيم الذات قبل الاحتلال. إن ما يجمع المغرب العربي
كان دائما التاريخ والجغرافيا واللغة الأمازيغية ثم إنضافت إليها اللغة العربية
بعد دخول الإسلام ومع "صدمة الحداثة" التي كان وراءها الاستعمار الغربي،
دخل "مشترك جديد" على الوجود الثقافي المغاربي: فرنسي وإسباني وإنجليزي.
لتبقى اللغة العربية الأقوى حضورا من بين كل لغات الأدب المغاربي المكتوب، رغم
تغلل الفرنسية في أوساط المفكرين المغاربيين. وعليه، فالأدب
المغاربي" مصطلح فرضته حقبة تاريخية يقصد به ثلاث دول كانت تحت سطوة فرنسا وهي تونس والجزائر والمغرب
ثم أصبح بعدها يشمل جغرافيا أكثر من دولة وهي ليبيا، موريتانيا، لذا فإن الحديث عن
مصطلح الأدب المغاربي يطرح عدة إشكاليات، على مستوى التسمية وعلى مستوى
الفرادة عن نظريه المشرقي خاصة بحكم اللغة والانتماء وما إلى ذلك، ذلك أن الأدب
أدب يبقى عبارة عن تجارب فردية ابداعية لها قوانينها الخاص رغم صلته العميقة
بالتحولات السياسية والمجال الثقافي . يؤكد الباحثون المهتمون
بالأدب المغاربي أن هذا المصطلح عرف وسط الباحثين في الخمسينيات بالتوازي مع جهود
منشورات "لوسي الفرنسية التي كانت متهمة
بإبداعات المغاربة مثل مولود فرعون، محمد ديب ومحمد خير الدين، ألبير ميميه، لينتشر في
السبيعينات مع التوجه الذي عرفه هذا الأدب في مقاومته للاستعمار ومحاولته تكوين
ذاته المستقلة، ليستخدم في بعض البحوث العلمية كتلك التي قدمتها عبد الكبير
الخطابي في رسالة الدكتوراه التي قدمها بعنوان "سوسيولوجيا الرواية
المغاربية" بجامعة السربون وكذا المقالات التي نشرها شارل بون
حول "الأدب المغاربي"، وجون ديجو
صاحب كتاب "الأدب المغاربي". طبعا مصطلح الأدب
المغاربي قد يدفع الباحث الى الاحتفاء بـالمشترك بين الآداب المغاربية دون تجاهل
المختلف فيه، ولعل الجانب المشترك فيه يتمثل في شبه الإجماع على الحاجة الملحة
لنهضة مغاربية شاملة، وعلى ضرورة تحديث المجتمع المغاربي"، أما التنوع فيأتي
من التوزيع الجغرافي لهذا الأدب النامي الذي صارت بموجبه تونس عاصمة للشعر
في المغرب العربي، والجزائر عاصمة للرواية، في حين صار المغرب عاصمة للقصة
القصيرة. وللبيئة المغاربية دورا بارزا في خصوصية الأدب المغاربي، من
حيث طبيعة الموضوعات التي يتناولها الأدباء وخصوصيات تتعلق بالشكل واللغة أيضا،
فالى جانب كون البيئة المادية دورا مهما في حياة الشعوب سياسيا واجتماعيا ونفسيا
فان لها أيضا دورا في الأبعاد
العامة التي تتميز بها الأمة فكريا وأدبيا، لقد تعاقبت على بلاد
المغرب العربي مراحل مختلفة منذ أن قدم الاسلام اليها فشهد تحولات في شتى
الميادين، من أحداث سياسية وتاريخية شكلت معالمه الحضارية والفكرية وطبعته بطابع
خاص، اضحى فيها مغرب عربي بحدود جغرافية واضحة وأطراف شاسعة تمتد من ليبيا شرقا ثم
تونس والجزائر الى غاية المغرب الأقصى غربا، دون أن ننسى اقليم موريتانيا جنوبا
والصحراء. هذه المعالم الجغرافية المتنوعة تحكمت في حياة الأفراد وتصرفاهم المادي
والوجداني ويكفي للباحث مثالا أن يعود الى التاريخ ليعرف ما عايشته هذه
الأقاليم الجغرافية بعد الفتح الاسلامي من مؤثرات خارجية بسبب قربها من البحر
المتوسط ودورها الريادي في تاريخ اوروبا بدءا بالأندلس وصولا الى العصر الحديث.
هذه البلدان التي دخلت في تشكيل عناصرها البشرية عناصر بربرية وهم السكان الأصليون
للمنطقة وعناصر عربية دخلت المغرب العربي مع الفتح. لذا فإن كل من يقترب من هذا
الأدب سيحاول أن لا يتغافل عن خصوصيته التي تميزه عن نظيره المشرقي رغم كون هذا
الأخير سببا فاعلا في ظهوره وتكونه عبر العصور، اذ يجب مراعاة لطبيعة المنطقة او
خصوصياتها الحضارية بدأ الأدب المغاربي
يتطور بصمت إلى أن قفز قفزة نوعية وشكل حضورا قويا ومميزا وخصوصا في مجال النقد،
سبق المشارقة بأشواط كبيرة وكثيرة. والآن بدأ يتم الاعتراف بأن المغرب أنتج نقدا
جديدا ونظريات نقدية جديدة بالنسبة للإبداع وأصبح مواكبا أكثر. إن ما سبق، يدفعنا
إلى القول، بأن مسار الأدب المغاربي، بشقية الإبداعي والنقدي، قد حقق تراكما نوعيا
وكميا، مما يدفعنا إلى التأكيد على أهمية هذا الخطاب، وما يشكله من قيمة مضافة،
ليس للأدب المغاربي، ولا العربي، بل والعالمي أيضا.. لأن هذا الأدب أصبحت له
خصوصياته وعوالمه وقضاياه، فصار لنا في الأدب العربي المعاصر، تنوعا قل نظيره بين
الآداب الأخرى.
مدخل إلى الأدب المقارن
مدخل:
1 – تمهيد:
– نقدم بين يدي الطالب نبذة موجزة عن الأدب المقارن تتمثل في نقاط مركزة
وخطوط عريضة حول الدرس، وعلى الطالب اللجوء إلى المصادر لاستكمال معلوماته.
قائمة المصادر والمراجع متوفرة ومحتواها متاح للتحميل. تجدون الرابط على
قائمة الدروس.
– يحتوي البرنامج على مواد يتعلم من خلالها الطالب أبجديات الأدب المقارن،
منها تعريف الأدب المقارن، النشأة، مناهج الأدب المقارن، الأجناس الأدبية،
النماذج الأدبية، تاريخ الأدب، الصورة الأدبية، عوامل التأثير، عومل عالمية
الأدب وغيرها. غير أن هذه المواد تدرس أيضا في السداسيين الثاني والثالث
وبصورة أعمق.
– على الطالب الاهتمام بالأدب المقارن، فهو يمكنه من الاطلاع على آداب الأمم الأخرى ويحفزه على تعلم اللغات والترجمة.
– في المدخل يتعرف الطالب على مصطلح الأدب المقارن في مختلف اللغات، والمدلول التاريخي لهذا العلم، والمؤثرات الأدبية وأنواعها.
– السرقات الأدبية لا تعني التأثر، كما أن التأثر الحرفي هو بمثابة تقليد
أعمى لا يفيد اللغة الوطنية ولا يستفيد منه الأدب الوطني كما يضر بالأصالة
والتقاليد.
– التشابه يعني أحد الأدبين تأثر بالآخر، أو كلاهما تأثر بأدب ثالث، لذا
على الدارس البحث عن الصلات التاريخية بينهما، وأحيانا قد لا يتوصل الباحث
إلى أي صلة لبعد الفترة بينهما. فيعد مثل هذا التشابه مجرد صدفة أو توارد
خواطر حسب البعض والبعض الآخر لا يبدي أي اهتمام بالصلات التاريخية أصلا.
– بين المقارنة والموازنة والمقابلة: فالموازنة تعنى بدراسة آداب الأمة
الواحدة، وأما المقابلة فهي تخص المقابلة بين اللغات واللهجات، وخلافا
لذلك، فالمقارنة تهتم بدراسة آداب الأمم المختلفة باختلاف لغاتها.
فالموازنة إذن، تعد من النقد الأدبي لا من الأدب المقارن.
– ومن جهة أخرى فإن الأدب المقارن شيء وعلم اللغة المقارن شيء آخر،
فالمذكرات التي تتحدث عن تأثير لغة في لغة، لا تعد من الأدب المقارن، بل هي
تندرج ضمن علم اللغة المقارن أو اللسانيات المقارنة حسب طبيعة الموضوع.
أما تأثير لغة في أدب أو تأثير أدب في لغة فقد يندرج هذا الموضوع ضمن
الدراسات الأدبية وكذلك الدراسات اللغوية.
– التأثر يعني المطالعة والمثاقفة، ومن لم يتأثر فهو لا يقرأ الكتب ولا
يفيد الأدب الوطني في شيء ولا يشتهر بين الناس في وطنه وخارج وطنه.
– الأدب المقارن يعرض الحقائق ويشرحها تاريخيا، كيف نشأ الأدب، وكيف انتقل
من بيئة إلى أخرى، ما هي المراحل التي مر بها، وما مدى اكتسابه لخصائص
جديدة واحتفاظه مع ذلك بخصائصه التي كانت له في منشأه الأول.
– الأدب المقارن والتاريخ: اعتمدت مدرسة الأدب المقارن عند تأسيسها في
فرنسا على التاريخ، لذا فهي تتبنى المنهج التاريخي في مقارنتها بين الآداب.
والتاريخ عنصر مهم في هذا الحقل المعرفي، فهو يبين أصالة الأدب وتطوره عبر
العصور، غير أنه لا ينبغي الاستغراق في عنصر التاريخ على حساب جماليات
الأدب، لذا فبعض المدارس تستهجن اعتماد المدرسة الفرنسية على المنهج
التاريخي.
الأدب الشعبي العام
السنة الثانية دراسات أدبية
مقياس الأدب الشعبي
المقرر الدراسي الخاص بطلبة السنة الثانية أدب عربي موسوم " الأدب الشعبي العام"
يهدف المقياس العلمي ويسمح للطالب(ة) بمعرفة ماهية الأدب الشعبي وخصوصياته وأبعاده التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة ، وتوائم بين المعرفة والمتعة
النقد الأدبي الحديث / د محمد الغزالي بن يطو
أخذ النقد الأدبي الحديث يتجه نحو المنهجية العلمية فأصبح علمًا قائمًا بذاته مستقلًا في اصطلاحاته وتصنيفاته العلمية عن سائر العلوم التي تسعى لتفسير الأدب وشرحه وتتبّع ترجمة أصحابه. فالنقد الأدبي الحديث إذًا هو تعبير عن موقف كلي متكامل في النظرة إلى الفنون عامة أو إلى الشعر خاصة ويقصد به القدرة على التمييز والقدرة على التفسير والتعليل والتحليل والتقييم.
الدكتورة بوطارن كريمة/مقياس : مدخل الى الادب المقارن/السداسي الاول/السنة الثانية دراسات ادبية/السنة الجامعية2022-2023/
نعالج من خلال هذا المقياس نشأة الادب المقارن و مدارسه.
نظرية الأدب
مقياس: نظرية الأدب
السنة الثانية ليسانس
تخصص: دراسات أدبية
الأستاذ: بن نابت سمير
السداسي الثالث، 2022 - 2023
اللسانيات العامة
اللسانيَّات العامَّة
(Linguistique générale) في الفرنسيَّة أو(General linguistics) في الإنجليزيَّة. * يُستعمَل المصطلح لإثبات الفرق بين اللسانيَّات العامَّة واللسانيَّات الخاصَّة، فاللسانيَّات العامَّة تهتمُّ بكلِّ اللغات، أو بالأحرى بمجموع الخصائص المشتركة للُّغات.في حين تهتمُّ اللسانيَّات الخاصَّة بلغةٍ خاصَّة، كاللسانيَّات العربيَّة أو اللسانيات الفرنسية أو اللسانيات الإنجليزية أو غيرها.
وموضوع اللسانيَّات العامَّة هو اللغة الطبيعيَّة أو اللغة البشريَّة، وإن شِئْنا الدقَّة هو الوقوف على السمات المشتركة بين مجمل اللغات، سواء تعلَّقَتْ هذه السمات بالجانب المعجميِّ أو الدلاليِّ، أو الجوانب الصوتيَّة أو التركيبيَّة أو غيرها.
مقياس النص الأدبي الحديث/ الدكتوره عايب فاطمة الزهراء / السنة الثانية ليسانس دراسات أدبية / 2023/2022م
مفردات المقياس : 1- الإحياء الشعري في مشرق 1
3- الإحياء الشعري في المغرب العربي
4- التجديد الشعري في المشرق 1
5-التجديد الشعري في المشرق 2
6- التجديد الشعري في المغرب العربي
7- التجديد الشعري المهجري
8- مدخل إلى الفنون النثرية
9- الفنون النثرية المقالة.
10- الفنون النثرية : القصة .
11- الفنون النثرية : الرواية .
12- الفنون النثرية : المسرح .
13- الفنون النثرية : المسرح .
14- الفنون النثرية : الرسائل الـأدبية.