السداسي الثالث

        اعتبرت الجملة وحدة أساسية و بؤرة الاهتمام ومركز الدوران للدراسات اللغوية منذ القدم وصولا إلى أثر لسانيات (دي سوسير) وأبعادها ، ثم صُرف الاهتمام إلى ماهو أكبر  فظهرت توجهات نصية مع الشكلانيين الروس والبحث عن الأدبية ،ثم محاولات (هاريس) في تحليل الخطاب، فانتقل تركيز الدارسين  إلى البنية اللغوية الكبرى "النّص"، حيث المعنى متصلا بسياقه اللساني، ومنه نشأ علم جديد اهتم بدراسة النصوص وتحليلها وهو ما اصطُلح عليه بـ " لسانيات النّص" ، هذه الأخيرة اهتمت بالبحث في تماسك النصوص وتعالقها حتى تكون وحدة كلية تؤدي مقاصدة معينة في سياقات تبليغية محددة.

   واستثمرت المقاربة النّصية في حقول معرفية مجاورة كتحليل الخطاب ، وعلم استعمال اللغة (التداولية)، والاتصال،ولسانيات الجملة،ونحو النص، وعلم الدلالة ، واستراتيجيات التأويل، ونظرية القراءة، وعلم النفس ،وعلم الاجتماع،...، فتنوعت موضوعات العلم، وتعددت مدارسه اللسانية النصية ووضعت مصطلحات خاصة به، تميز بها،  عُرفت بالمعايير النصية : " الاتساق ،الانسجام، المقامية(الموقفية)،الإعلامية (الإخبارية)،المقبولية، القصدية"، والتي يكون بها النّص نصا.

     أهداف التعليم: 

      -التمكن من المعارف النظرية األدبية واللغوية التي بفضلها يتحكم الطالب في أليات اكتساب المعارف و العلوم المتعلقة بحقل اختصاصه، مستقبال، و ليبني قاعدة معرفية تؤهله لجسارة المعارف و المحصول الذي تلقاه بالجامعة. 

المعارف المسبقة المطلوبة: 

        -يتطلب هذا التعليم تزويد الطالب بأليات معرفية قاعدية في كل ما يتعلق بالمواد األدبية واللغوية التي يمكن ان تساعده في بناء قاعدة معرفية صحيحة ، تكون األرصدة التي ينطلق منها لمواصلة تحصيله العلمي.